م. خالد إبراهيم الحجي
إن نقل التكنولوجيا يقصد به نقل التكنولوجيا الجديدة من المُنْشِئ الرئيسي إلى مستخدم ثانوي خاصة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية في محاولة لتعزيز اقتصاداتها. كما يعرف نقل التكنولوجيا أيضاً بأنه نقل الاكتشافات العلمية التي يتم تطويرها في الجامعات ومراكز الأبحاث إلى الشركات التجارية التي يمكنها تحويلها إلى منتجات تكنولوجية وخدمات متطورة تفيد المجتمعات (تسويق التقنيات المبتكرة في الأسواق التجارية).
ونقل التكنولوجيا يتطلب أن يعمل القطاع الخاص والهيئات الحكومية جنباً إلى جنب، لتقديم الدعم المالي اللازم للأبحاث الحيوية الواعدة التي يتم من خلالها الوصول إلى الاكتشافات الجديدة؛ مما يتطلب اختيار الكفاءات العلمية المؤهلة، والمهارات الفنية العالية، والخبرات المتخصصة القادرة على تجسير العلاقات بين المكتشفين والمبتكرين والمخترعين، وبين المستثمرين والمؤسسات والشركات التجارية، وبين الحكومات المختلفة لحماية حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع لهذه الاكتشافات الجديدة، وإقامة الشراكات التجارية للمساعدة في تحويل هذه الأطروحات لتصبح منتجات تجارية وخدمات متطورة تجعل المجتمعات المدنية أماكن أفضل للعيش والعمل والحياة فيها برفاهية. وهناك أربع طرق لنقل التكنولوجيا وهي:
الطريقة الأولى: من الجامعات ومراكز الأبحاث والمعامل والمختبرات إلى الشركات التجارية: مثل شركة محرك البحث جوجل: التي بدأت فكرتها في رسالة دكتوراة في جامعة ستانفورد الأمريكية بمحاولة إيجاد طريقة سهلة للوصول إلى المعلومات بسرعة عبر الإنترنت، بواسطة محرك للبحث يُنظم جمع المعلومات في المجالات المختلفة على مستوى العالم، ويسهل سرعة الوصول إليها من أي مكان في العالم. فأصبحت أطروحة الدكتوراه نواة عمل لشركة تجارية مساهمة.
الطريقة الثانية: نقل التكنولوجيا أو بيعها من شركات تجارية إلى شركات تجارية أخرى: سواء داخل الدولة نفسها أو شركات تجارية في دول أخرى، مثل: بيع المحركات النفاثة من شركة جنرال إليكتريك الأمريكية إلى شركة بوينج الأمريكية. أو بيع المحركات النفاثة من شركة رولز رويز البريطانية إلى شركة بوينج الأمريكية.
الطريقة الثالثة: نقل التكنولوجيا من دول المنشأ إلى دول أخرى للاشتراك في إنتاجها: وفي هذه الطريقة تقوم بعض الدول بتصنيع أجزاء وقطع المنتجات التكنولوجية، وتقوم بعض الدول الأخرى بتجميعها، مثل: الطائرة المقاتلة الأوروبية «اليوروفايتر تايفون» التي يتم تصنيع الأجزاء التكنولوجية لها في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ومن ثم تجميعها في جسم الطائرة الرئيسي الذي يصنع في بريطانيا.
الطريقة الرابعة: تصدير التكنولوجيا من دول المنشأ إلى دول أخرى: تستوردها للاستفادة منها بدون المشاركة في إنتاجها أو تصنيعها؛ كما يحدث بين الدول الصناعية المتقدمة وبين الدول النامية التالية: أولا: الدول الفقيرة: لتحسين أوضاعها المعيشية والاقتصادية باستيراد التكنولوجيا من الدول الصناعية الكبرى مثل: أنظمة المكننة لحلب الأبقار، والآلات الزراعية ذاتية الحركة بدلاً من الاعتماد على المجهودات العضلية لتوفير المال والوقت والجهد، وزيادة المحاصيل الزراعية. ثانياً: الدول النامية الغنية: لدفع عجلة النمو والتطور فيها وتحسين رفاهية الشعوب، مثل: مشروع قطار الدفع الكهرومغناطيسي فائق السرعة «هايبرلوب» الذي ينفذ في الإمارات العربية المتحدة بواسطة شركة «تسلا» الأمريكية لتقليص زمن الرحلة بين دبي وأبو ظبي من ساعة ونصف إلى (12) دقيقة. ومثل: إنشاء وإقامة المفاعلات النووية في السعودية بالتكنولوجيا الأمريكية أو الروسية أو الفرنسية أو الكورية للاستخدامات السلمية، والأبحاث العلمية، وتوليد الطاقة الكهربائية.
الخلاصة:
إن نقل التكنولوجيا الحقيقي الناجح الفعال هو الذي يثمر خدمات جديدة وينتج أجهزة وآلات مبتكرة حديثة.