هالة الناصر
يستغرب الجميع الموقف الأمريكي من سياسات إيران الإرهابية التي تثبت بالأدلة الدامغة ولا تقبل جدالاً أو نقاشاً وعبر أقوى المحاكم الأمريكية والكونجرس أيضاً، شيء يدعو للذهول هذا التعاطي الرخو من قبل ساسة أمريكا تجاه ما تفعله إيران ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم كله، خطف طائرات وتفجير بعضها، إيواء إرهابيي القاعدة وداعش وتمويلهم وتدريبهم، دعم منظمات إرهابية محظورة في جميع دول العالم، تفجير سفارات، قبل أيام قطعت دولة المغرب علاقاتها بإيران بشكل يعيد للسطح خبث هذه الدولة المارقة وعداوتها للجميع وإصرارها على تصدير الثورة المجوسية بكل أشكال وأنواع الإرهاب التي لا تخطر على بال أحد، وبالأمس أيضاً أصدر قاض فيدرالي في نيويورك حكماً بتغريم إيران ستة مليارات دولار تعويضات لأقارب ضحايا الهجوم الإرهابي الذي دمر برجي التجارة وعددهم ما يقارب ألف ضحية، حيث أثبتت الوثائق دور إيران في تدريب الطيارين الإرهابيين على تنفيذ تلك الجريمة النكراء التي هزّت وجدان البشرية جمعاء، وقبل سنوات حكمت محكمة أمريكية أيضاً بتغريم إيران عشرة مليارات دولار لدورها في تسهيل تنقل الإرهابيين عبر دول العالم ومد يد العون لهم في كل ما يحتاجونه للوصول إلى مكان الجريمة دون أن تكتشفهم أجهزة الاستخبارات أو موظفو الجوازات في جميع الدول التي مروا من خلالها، هذا غير عشرات الجرائم الإرهابية التي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن إيران خلفها وأنه لولا إيران لما حدثت، كما ما زالت دماء 63 ضحية قتلوا في تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 في رقبة إيران، هذا غيض من فيض يدعو لغرابة التعامل الأمريكي مع كل هذه الجرائم النكراء التي لا تساوي شيئاً أمام مبررات الغزو الأمريكي للعراق والذي تم خلاله تصفية الرئيس العراقي بحجة لم تثبت وهي استخدام الأسلحة الكيماوية، هذه التهمة التي تثبت فيما بعد بأنها لم تكن سوى لعبة سياسية كبرى يراد منها احتلال العراق وتسليمه لإيران، وعند مقارنة السبب في غزو العراق والأدلة الدامغة على دعم إيران للإرهاب تعود للأذهان نظرية المؤامرة والتي يبدو أنها تجاوزت مرحلة النظرية لتصبح واقعاً مثبتاً لا يقبل الجدال!