محمد المنيف
لا أحد يختلف أو يخالف أن منبع الأدب والثقافة وتعلم مهارات الفنون هو التعليم (المدارس) بدءا من المراحل الأولى التي يرسخ فيها العلم في العقول، ففي كل مدرسة بذرة مثقف وأديب وفنان تشكيلي وشاعر تسعى وزارة التعليم ممثلة في إدارات التعليم ومراكز الموهوبين من منح تلك البذور أن تنبت بالفرص في تقديم إبداعاتهم عبر الأنشطة أو البرامج أو المواد الخاصة بالأدب والتربية الفنية، فأصبحت تلك المرحلة من الدراسة أو من تبعها من مراحل شاهدا ومستشهدا به من قبل من أصبحوا اليوم رموزا وروادا كلاً في تخصصه.
لذا فإن في وجود تعاون بين التعليم وهيئة الثقافة سيكون له أثر كبير ونتائج إيجابية حينما تتابع هيئة الثقافة وتشارك في دعم وتنظيم برامج تنسجم مع خططها وبرامجها واستراتيجيتها بإعطاء كل مرحلة من مراحل التعليم حقه من الاهتمام كما هي اهتمامات الرياضة بمواهب (ملاعب الحواري) التي كانت ولا زالت تغذي الأندية بالمواهب وتدعمها بإعداد تستحق الاحتواء.
إن في مثل هذا الاحتواء أو التعاون ما يضمن إيجاد مجتمع إبداعي وبناء أجساد ثقافية وأدبية وتشكيلية خالية من الصدفة أو التجارب غير المجدية منحت الكثير سابقا من الهواة وليس المواهب الولوج إلى بحار لم يهيأوا للعوم فيها، فالاتفاق ووجود حلقة وصل وبرامج مشتركة تقرب الهيئة من مبدعين يمثلون أجيال المستقبل الذين يعتمد عليهم في تحقيق رؤية (2030) بعقول نيرة محمية من التعصب أو التطرف تحمل رؤية بعيدة المدى لمستقبل الوطن متكئة على مناهج علمية تعزز مواهبهم وتشعل فيها البحث عن سبل إنجاحها في زمن المنافسة وبما أتيح لهم من اطلاع سريع التأثير بما تقدمه أدوات التواصل الحديثة مثلما اهتمت اليابان بأجيالها الجديدة بعد دمار هوريشيما وغزت العالم بالتكنولوجيا والثقافة.
ولن يتم هذا التواصل إلا بأن يقدم كل طرف ما يضمن النجاح لتتحقق الأهداف من السبل المكانية (المقرات) والقدرات البشرية (المتخصصين) في كل مجال ثقافي وهذه ولله الحمد موجودة وبكثرة في أبناء الوطن تنتظر التكليف.