فهد بن جليد
رغم أنَّ أرخص تذكرة بيعت لحضور حفل الفنان محمد عبده والفنان رابح صقر يوم غدٍ في جدة بلغ سعرها (315 ريالا) وهو سعر مُرتفع، إلاَّ أنَّ جميع التذاكر بما فيها تلك الذهبية وذات الأسعار العالية جداً نفدت - بحسب الشركة المُنظمة - وهو ما يعني أنَّ ارتفاع الطلب مازال عالياً على المزيد من البرامج والحفلات الثقافية والترفيهية والفنية, وأنَّ السوق السعودي يستوعب أضعاف ما يُقدم الآن من تلك المناسبات الترفيهية والثقافية والفنية, فهل هذا مبرِّر كافٍ لبقاء أسعار تذاكر هذه المناسبات بهذا الارتفاع المُبالغ فيه؟!.
من هي الجهة المسؤولة الآن عن تحديد تسعيرة مثل (هذه المُناسبات)؟ هل هو دور وزارة التجارة (كعمل تجاري)؟ أم مسؤولية هيئة الثقافة أو هيئة الترفيه (كجهات مُنظمة ومُشرفة)؟ جميعنا متفقون أنَّ من حق الشركات أن تكسب وتربح من خلف مثل هذا التنظيم، ولكن من غير المُبرَّر إطلاقاً أن تستغل هذه الشركات المُنظمة النشاط الجديد والفعاليات الجديدة علينا في السعودية والتغير الإيجابي الذي نعيشه اليوم، بتقديم الخدمات بأسعار مُلتهبة, لن تساعد في تحقيق الأهداف المرجوة, لأنَّ الخيارات أمام الجمهور لن تتغير كثيراً، فهو لم يجد الثقافة والترفيه والفن والمسرح والسينما محلياً بأسعار مقبولة أو مُقاربة لما يتم طرحه في الخارج.
أعتقد أنَّ الوقت قد حان (لحماية المُستهلك) السعودي الذي يحق له التمتع بهذه الأجواء كمُستفيد وراغب ومُتعطش لحضور هذه المناسبات والفعاليات، دون أن يقع ضحية استغلال من أي نوع، بوضع ضابط وآلية لمُراجعة أسعار تذاكر (المسارح، الحفلات الغنائية، السينما، الفعاليات الترفيهية، والفعاليات الثقافية) بحيث تكون مُناسبة لكل شرائح المُجتمع وفئاته، بخيارات متنوعة وواسعة تسمح للجميع بالحضور، فسوق الترفيه والحفلات والمسارح والسينما والأنشطة الثقافية المُشابهة في السعودية يعتبر (الأكثر إغراء) في المنطقة للدخول فيه في هذه المرحلة للمُستثمرين -ممَّا يعني أنَّهم بحاجة لنا ولسنا نحن منهم بحاجة لهم- لأنَّه ببساطة سوق واعد ومُربح ومُزدهر وناشئ ومغرٍ للاستثمار وأرقام الحضور -رغم ارتفاع الأسعار- تجبر أي مُستثمر على قبول المُنافسة في السوق بهدف سرعة الوصول لهذا الجمهور وكسبه.
ما نحتاجه فقط تذكر الفئات الأقل دخلاً المشغولة (بلقمة العيش) عند التعاقد ومنح التراخيص وفرض مساحة كافية لهم، فمن حق هؤلاء وأسرهم الحصول على مقاعد، بأسعار معقولة ومناسبة، أسوة ببقية شرائح المُجتمع.
وعلى دروب الخير نلتقي.