د. عبدالرحمن الشلاش
لا يعني السماح بدخول النساء للملاعب، وافتتاح صالات السينما وتمكين المرأة من قيادة السيارة، وتنويع مجالات الترفيه، ودعم المسرح وهي الممنوعات في الماضي القريب وغيرها كثير أنك مجبر وأفراد أسرتك لدخول الملاعب وصالات السينما أو الدفع بحريمك قسرا لقيادة السيارات أو ممارسة الرياضة أبدا فالأمر فيه سعة ويمكنك أن تلزم بيتك أو تذهب لأي مكان ترغب فيه فلن يجبرك أحد على ارتياد هذه الأماكن .
كل ما حدث خلال الفترة الماضية يتلخص في الانتقال من زمن الفرص المحدودة بل والنادرة إلى زمن الخيارات الواسعة والمتنوعة، وهي الخيارات التي تغادر المملكة من أجلها وطيلة السنوات آلاف الأسر بينما بقيت الفرص محدودة داخل المملكة وهو ما أضر بالاقتصاد الوطني بينما تكدس السياح السعوديون في دول أخرى عربية وآسيوية وأوربية وأمريكية للبحث عن فرص كثيرة للسياحة والترفيه والاستمتاع بالمباحات الممنوعات في بلادهم، ودفع المليارات بسبب حجب الفرص داخليا ليحصلوا عليها خارجيا بأسعار مضاعفة وتخسر البلاد تلك المليارات بسبب نظرات ضيقة وفكر محدود يقف عند المشكلة دون أن يتحرك لإيجاد الحلول العملية.
لن يستمر الوضع على ما هو عليه بتضييق الفرص وفرض الفكر الأحادي أبد الدهر فالتغير السريع يفرض البحث عن بدائل عملية، وصناعة محلية للسياحة والترفيه والرياضة والفنون حالنا في ذلك حال أمم الأرض قاطبة . الخيارات متاحة أمام الجميع والأبواب غير موصدة ومن رغب فأهلا به ومن لا يرغب لن يحاسبه أحد. سيقول قائل حدث هنا أو هناك أمور غير لائقة ونقول في التجمعات البشرية يجب أن نتوقع حدوث بعض التجاوزات وهي حالات فردية يكون التعامل معها فوريا و محاسبة لأي مستهتر أو متحرش دون رحمة وعندها ستسير الفعاليات بانتظام وسلاسة.
عندما فتحت مدارس البنات حدثت ممانعات ومطالبات كثيرة بإغلاقها كونها حسب وجهة النظر السطحية في ذلك الزمن ستشكل بؤرة فساد واختلاط لكن موقف المرحوم الملك فيصل الحازم والقوي كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لتعليم الفتاة في بلادنا فما هي إلا شهور قليلة جدا إلا و أغلب من رفضوا تعليم بناتهم يعودون لتسجيلهن مرة أخرى و نرى اليوم ما هي نتائج ذلك القرار التاريخي.
ماذا فعلت الحكومة في ذلك الوقت؟. لم تلزم الناس بتعليم بناتهم وفي نفس الوقت لم تحجب الفرصة عن البقية، ويعيد التاريخ نفسه اليوم مع القرارات التاريخية فالفرص غير محدودة والخيارات واسعة ومتاحة أمام الجميع وستمر بيسر وسنجد من يرفض اليوم ربما يكون في أوائل الصفوف غداً.