عثمان أبوبكر مالي
لم يحدث أن حضرت أو شاهدت أو سمعت طوال أكثر من أربعين عامًا أن تجمعًا للإعلاميين الرياضيين السعوديين حدث من قبل، وضم أكثر من مائة إعلامي رياضي في وقت واحد، وفي مكان واحد، ويمثلون وسائل الإعلام الحقيقية (الرسمية) المختلفة جميعها، وتحديدًا (الوسائل التقليدية) المعروفة، وهو ما حدث ظهر يوم الاثنين (23 إبريل) الماضي، عندما وجَّه معالي رئيس الهيئة دعوة للإعلاميين الرياضيين لحضور اجتماع خاص في الرياض. واقتصرت الدعوة - كما يبدو - على (وسيلتين)، هما الوسيلة المطبوعة (الصحف والمجلات)، والوسيلة المرئية والسمعية (التلفاز والراديو)؛ ربما باعتبارهما صاحبتَي القدرة أو الأكثر قدرة في التأثير على الجماهير الرياضية. ولو فُتح الأمر لوسائل الإعلام الأخرى المهتمة بالرياضة، سواء (الإلكترونية أو الإخبارية أو الإنترنت)، لوصل الحضور إلى الآلاف، ولما وُجدت قاعة مجهزة تستوعبهم في وقت واحد.
وكان اللقاء المطول (شفافًا) إلى أبعد حد، تحدث فيه الرئيس بكل أريحية موضحًا الكثير من الأمور التي تتعلق بـ(استراتيجية) الرياضة، وأهدافها القوية التي تحقق أهداف الرؤية الوطنية (2030) شارحًا بعض الخطوات التي تم تنفيذها، والتي تقود إلى تنفيذ الأهداف الرياضية بدقة، وأولها مسألة (تساوي الرؤوس) في الأندية الرياضية جميعها.
خرج جميع الحاضرين بالكثير من الرؤى والقراءات العميقة والوقفات المفيدة والأهداف العملية.. ولعل من الأهداف التي استخلصتها، وتهم القارئ الكريم؛ ومن هنا رأيت إشراكه في بعضها، الآتي:
إن الاجتماع يؤكد للحضور أهمية الإعلام الرياضي ودوره، وأعطى للإعلاميين من لحظته (الضوء الأخضر) لممارسة دور (الوسيط) بين (هيئة الرياضة) الجهاز الحكومي، وأجهزتها، ووحداتها جميعها، و(جمهورها الرياضي) في كل مكان، والتشديد على الشراكة بينهما بتقديم أعمال (منتجات) الهيئة وأجهزتها واتحاداتها، بحيث تعد وسيلة نشر وانتشار وتسويق في الوقت نفسه، وبصورة مفيدة للوسائل الإعلامية نفسها؛ تسهم في زيادة قيامها بدورها ومهمتها الأساسية الرسمية في نقل الأخبار والمعلومات ونشرها. والأهم من كل ذلك أن معالي المستشار ركز على فتح المجال، وأعطى الدور الأخضر (الإشارة مفتوحة) للإعلاميين الرياضيين للقيام بدورهم الكبير والفعال، وهو دور (الرقابة العامة) على الأجهزة الرياضية (كيانات وأفرادًا) بعيدًا عن مفهوم (الله هداهم) الذي طغى على الطرح الإعلامي فيما مضى، ومن غير (تكبيل) أو حرج أو تردد أو خشية من مضامين (حيوحشنا)!!
كلام مشفر
«ربما إن مفهوم (الضوء الأخضر) عند بعض الزملاء الإعلاميين هو فتح ملف (الفتن) في بعض الأندية؛ ولذلك سرعان ما تناول أولئك ملفات التأجيج في نادي الاتحاد، وملفات (عنصرية)، تكرس الانقسام القائم في النادي، وهو ما يجب التصدي له بقوة من قِبل الاتحاديين، وقبلهم من قِبل هيئة الرياضة.
«قرار (حيوحشنا) لا يجب أن يلغى عن أمثال هؤلاء لسلبيتهم ولضررهم على الرياضة والنادي؛ والدليل الملفات التي تناولوها عن الاتحاد بعد أيام فقط من تأكدهم أنه أصبح في الماضي، و في هذا التوقيت الذي يستعد فيه الفريق لأهم وأقوى مباراة مفصلية يخوضها منذ سنوات طويلة. كما أن ترك الحبل لهم على الغارب في هذا التوجه ينذر باستمرار ممارسة دورهم السلبي مع الإدارة الجديدة القادمة، كما فعلوه كل مرة مع كل الإدارات السابقة.
«كما قلت، لم يسبق أن حضرت أو شاهدت أو سمعت أن مسؤولاً رياضيًّا في المملكة عقد لقاء مع الإعلاميين الرياضيين في المملكة من قبل بالعدد الذي حضر اللقاء، وبالكيفية التي كان عليها الحضور؛ إذ ضم الإعلاميين الرسميين والمحترفين والمخضرمين والشبان، ورؤساء الأقسام الصحفية والتلفزيونية والإذاعية، وكل من يمارسون أي نوع من أنواعه من ضيوف البرامج الفضائية والإذاعية والمحللين للمباريات من لاعبين وحكام، وسواهم.
«ومن فرحتي بالحضور الكبير اخترت أن يكون تعليقي خلال اللقاء المطالبة بأن يكون (اجتماعًا دوريًّا) بحيث يقام سنويًّا أربع مرات (على الأقل)، وأن يُعتمد فيه (نظام اليوم الواحد) بحيث يبدأ في الصباح بجلسات مفتوحة، يحضرها الإعلاميون فقط، ويتم عصرًا تنظيم زيارة وبرنامج رياضي لهم (يناسب كل الأعمار)، وربما مباراة بين الإعلاميين وموظفي الهيئة (بشرط مشاركة أصحاب المناصب العليا)، ويكون المساء للقاء الرسمي مع معالي المستشار ووكلائه بزمن أطول للحديث ومشاركة الجميع في الحوار.
«ولعل المرجو - كما قلت - في تلك المداخلة أن يتبنى اتحاد الإعلام الرياضي الفكرة، وينظمها، ويطورها بطريقته. علمًا بأنه يمكن إقامتها في إحدى المناطق كل مرة، بحيث تستضيفها مكاتب هيئة الرياضة في المناطق؛ الأمر الذي يتيح زيادة عدد الحاضرين من قِبل الإعلاميين الذين قد لا تسمح لهم ظروفهم تلبية الدعوة خارج مدنهم.