د. محمد عبدالله العوين
وضع سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور مهندس رؤية السعودية 2030 سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم السبت 12 شعبان 1439هـ حجر الأساس لانطلاقة المشروع الحضاري الرائد «مدينة القدية الترفيهية» وهي مدينة نموذجية تجمع خصائص بيئتنا المتنوِّعة كجبال طويق الشاهقة وأوديتها السحيقة ورمالها الجميلة وتربتها الخصبة ومطلاتها الخلاَّبة وموقعها الجغرافي المميز القريب من الرياض والمتصل بمدن وقرى ستكسب هي الأخرى من الجوار وستمتد إليها يد التطوير والنماء.
القدية ترفيه راق يجمع بين التسلية والألعاب الرياضية بمختلف أنواعها كالألعاب المائية في البحيرات والأنهار ورحلات السفاري الصحراوية للاستمتاع برؤية الحيوانات البرية في بيئتها الطبيعية، وهي أيضاً ثقافة وفنون؛ كالصالات الغنائية والسينمائية والمسرح والفنون التشكيلية ونحوها، وسيجد زوار المدينة فرصاً متعدِّدة لاكتساب معارف مختلفة من خلال الأنشطة الجانبية التي ستتولّد على الأرصفة وفي المحلات المتخصصة من خلال تدفق ملايين الرواد على المدينة بعد اكتمال المراحل الثلاث لبناء وتشييد هذه المدينة العملاقة 2035م بإذن الله تعالى.
لنا أن نتخيل مدينة ترفيهية بمساحة 334 كم مربعاً أي20 في 17كم بما يتيح الفرصة لاستيعاب مناشط المدينة وبنيتها التحتية الضخمة من عشرات المجمعات السكنية والفنادق والمطاعم والطرق والبحيرات والملاعب ونحوها، وتتيح هذه المساحة الشاسعة إمكانية تطوير هذا المشروع إلى آفاق أوسع في المستقبل.
ليست «القدية» إلا واحدة من جملة مشاريع حضارية عدة تستهدفها الرؤية كمدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر للوصول إلى استكمال بناء المملكة الجديدة، بدءاً بخطة التحول الوطني السريعة والمكثفة التي تهيئ لذلك بنهاية 2020م ليواصل وطننا مسيرة نهضته المتحدية والمنافسة ويتحقق حلم السعودية الجديدة 2030م.
لقد كانت إيقاعات التغيير سريعة ومتلاحقة وشجاعة، وكسرت حواجز التردد والخوف وأثبتت أن مجتمعنا السعودي مهيأ لأن يعيش حياته الطبيعية كبقية شعوب العالم مع الحفاظ على هويته وشخصيته وقيمه الدينية والأخلاقية وأصالته العربية التي تنشأ عليها الأجيال كجينات تمنحنا شخصيتنا المميزة التي تجمع كرائم الأخلاق والثقة في النفس بتلقي واستيعاب معطيات العصر والتناص مع الثقافات الإنسانية الممتازة، وبالنظر إلى ما تحقق من خطوات التغيير السريعة وما أظهره المجتمع من مظاهر الترحيب والتشجيع والتفاعل وكثافة الحضور للأنشطة الترفيهية والرياضية، أو ما يتصل بالمرأة من فتح فرص عمل جديدة وإتاحة المجال لها للمشاركة في فعاليات المجتمع والسماح لها بقيادة السيارة؛ يتبيّن أننا نتغيّر سريعاً إلى الأفضل ونخرج من ربقة ثلاثة عقود هيمن فيها صوت تيار واحد كان له تأثير في تثبيط حركة المجتمع وكبح جماح تطوره وانفتاحه على العالم.
والجميل الرائع في خطط التطوير وبرامج التحول والرؤية أنها تتسم بالشمولية وتجمع بين الجد والترفيه وتستفيد من كل عناصر القوة والتميز والثراء في المجتمع قيماً وتاريخاً وموقعاً وإبداعاً وإنساناً، وهي على هذا النحو لا يمكن أن ينهض بها إلا الحالمون والموهوبون ولا يمكن أن يستوعبها إلا مجتمع فتي متوثب متطلع إلى المستقبل كمجتمعنا الغني بتعدده والممتلئ بعناصر القوة والثراء فيه.
وطن عظيم ثبت أركانه ورسخ قواعده المؤسس الكبير المرحوم الملك عبد العزيز وواصل قادته البناء والتطوير لتتحقق «السعودية العظمى» بإذن الله.