م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- مصطلح الشخصية لدى علماء اللغة العربية مشتق من الشاخص وهو كل جسم له ارتفاع وظهور.. والشخصية لدى الفلاسفة هي الذات الواعية بكيانها المستقلة في إرادتها.. وهي في اللغة الإنجليزية (Personality) مشتقة من الجذر اللاتيني (Porsona) -وتعني «القناع»-الذي اشتق منها اسم الفرد (Person).. من هنا فإن الشخصية هي المظهر الخارجي وسلوك الفرد الذي يلحظه الآخرون.
2- يرى بعض علماء الاجتماع أن الشخصية الحقيقية هي التي تكون عليها حينما تكون وحيداً ولا يراك أحد.. ويؤكدون أنه إذا كانت كفاءتك هي التي أوصلتك إلى ما وصلت إليه فإن شخصيتك هي التي إما ستجتاز بك ما وصلت إليه.. أو ستبقيك حيث وصلت.. أو تعيدك إلى حيث بدأت.. أو تودي بك إلى التهلكة!.
3- يقول علماء الاجتماع: إن سلوكياتنا التي تنم عن شخصياتنا تعتمد وبشكل كبير على عوامل عدة.. فمثلاً: حجم الجسد له تأثيره على الحالة المعنوية.. أما جماله فله تأثير على الحالة المزاجية.. أيضاً يرون أن العامل العقلي الذي يرتكز على روافد المعرفة والتجربة.. ثم القدرات الذاتية من تصور وتخيل وإحساس وإدراك ثم قدرات الحفظ والنطق والاستقراء والتحليل كلها مؤثرات كبرى على الشخصية.. ثم يضاف إليها العامل الأخلاقي الذي يقوم على التربية وقيم المجتمع.. وأخيراً العامل البيئي ويُقْصد به جميع العوامل الخارجية مثل: العادات والتقاليد والظروف الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمناخ والجغرافيا.
4- كما تكلم علماء الاجتماع عن عشرة سلوكيات تحدد الشخصية لأنها نابعة من السمات الشخصية.. وهي وإن كانت سمات تولد مع المرء إلا أنه يمكن تطويرها وهي: حسن تقدير الأمور، التواصل، الإيجابية التأثير، حب الاستطلاع، الابتكار، الشجاعة، الشغف، الصدق، الإيثار، الكرم.
5- ويقول علماء النفس الاجتماعي: أن الشخصية هي نتاج العقل الواعي والرغبات اللاواعية.. والتوازن بينهما يخلق الشخصية السوية.. فإذا تغلب العقل الواعي دائماً تَحَوَّل الإنسان إلى آلة تعمل وحدها.. وإذا تغلب العقل اللاواعي دائماً صار الإنسان أقرب إلى السائمة التي تسير مع القطيع.. من هنا فإن التوازن بينهما يُبْقي الإنسان إنساناً.
6- أخيراً يقول الواقع المعاش: ازرع عادة تحصد شخصية.. ازرع شخصية تحصد مصيراً.