إبراهيم بن سعد الماجد
لا أجد غضاضة في أن أكتب مقالة عن رجالات الوطن الذين يعملون من أجله, ويبذلون لأجله, وتنفق أيمانهم ما لا تعلمه شمائلهم.
وقفت بحكم عملي على أفضال وفضائل بعض الرجال, وعرفت خصالا حميدة وشمائل رفيعة, لا تسعى إلى ثناء, بل إن سرها أكثر من علانيتها, سباقة في ميدان العطاء, وفية لكل ما يهم البناء لهذا الوطن العظيم.
كتبت عن بعضهم في أوقات مختلفة, وفي مناسبات خاصة, واليوم أجدني مجبراً على أن أكتب عن رجل أجبرتني مبادراته الإنسانية, وسباقه الحميم في ميدان الخير أن أقول عنه ما يستحقه ويقصر.
له مؤسسة خيرية تعمل في صمت, وله عطاء لبلده في أكثر من مكان لا يعلمه أحد, إن كان يخجل من شيء فإن خجله أن يحدد رقم مساهمته في العطاء, وإن كان يتردد فتردده في كل شيء قد يكون إلا في ميدان العطاء, فالحضور دائم ومستمر يصاحبه صمت كبير.
ليس الكريم الذي يعطي عطيته
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريم الذي يعطي عطيته
لغير شيء سوى استحسانه الحسنا
لا يستثيب ببذل العُرف محمدةً
ولا يمن إذا ما قلد المننا
حتى لتحسب أن الله أجبره
على السماح ولم يخلقه ممتحنا
ميادينه قد تكون متوارية عن أنظار الناس, لكنها معلومة عند رب الناس, لولا خوفي من عتبه لقلت نماذج من بذله, لكنني أحترمه وأقدره, لذا لن آتي بأي شيء قد يسبب له حرجاً حتى ولو مع نفسه, فما أجمل العطاء بصمت, وما ألذ البذل من أجل البذل وانتظار الجزاء من رب السماء.
بلادنا ولله الحمد عُرفت بأنها الدولة الأكثر دعماً والأكثر حضوراً في ميادين الخير والإغاثة ولذا تربى أبناؤها على ذلك وصاروا يتسابقون في ميادين الخير, وما المؤسسات الوقفية الكبرى في هذا الوطن إلا نموذجاً من نماذج الإحسان غير المنقطع.
ضيف زاويتي اليوم أبا عبد الله إبراهيم بن موسى الزويد الرجل الصامت الذي إذا نطق نطق بالخير, حتى تخجل أن تقول له شيئاً كونه لا ينتظر من ينبهه لأي شيء في خير سواء لمسكين أو للوطن ومشاريعه الحضارية.
إبراهيم الزويد .. الزائد في ميادين الخير يستحق أن نكرمه ولو بحروفنا وهو بيننا, فهو قامة تستحق التكريم.
أكتب هذه الحروف ليس من أجل الشيخ إبراهيم, فهو الأكثر انصرافاً عن الثناء, لكنني أكتبها لأقدم نموذجاً من نماذج هذا الوطن المضيئة التي حري بكل مقتدر أن يقتدي بها.