«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
حلّ المستشار بالديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة ضيفًا على ندوة تحت عنوان «إنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حول العالم» والتي نظمها ملتقى «صحافيون»، بحضور عدد من السفراء والمسؤولين والأدباء والأكاديميين والإعلاميين وأدار الندوة الدكتور ناصر البراق رئيس قسم الصحافة بجامعة الإمام محمد بن سعود وتقديم الحفل الإعلامي محمد سعود.
وبدأت الندوة بتقديم عرض مرئي عن مركز الملك سلمان للإغاثة وأعماله التي يقدمها في مجال العمل الإنساني حول العالم أوضح خلالها الدكتور الربيعة أن المملكة عبر تاريخها الحافل انتهجت دورًا رائدًا في العمل الإنساني والإغاثي من خلال خدمة المجتمع الدولي حول العالم.
وبيّن الربيعة أن التوجيهات الكريمة صدرت من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - بإنشاء المركز في 13 مايو من عام 2015م، ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقًا للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة، وقد تمكن المركز حتى اليوم من تنفيذ 417 مشروعًا شملت 40 دولة حول العالم، حظي اليمن فيها بالنصيب الأكبر، حيث وصلت المشروعات المنفذة فيه 260 مشروعًا شملت قطاعات الأمن الغذائي والإصحاح البيئي والمياه، ومشروعات مخصصة للمرأة والطفل، فضلاً عن دعم البنك المركزي اليمني واللاجئين ومكافحة وباء الكوليرا وغيرها، حيث بلغ إجمالي المساعدات خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 10.96 مليار دولار أمريكي.
وأضاف أن المملكة والإمارات وبقية دول التحالف أطلقوا في مطلع عام 2018م خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق في جميع المحافظات، منوهًا بتبرع المملكة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن لعام 2018م خلال مؤتمر «المانحين المخصص لتمويل الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018م» في جنيف بمبلغ 500 مليون دولار، سلّمت للأمم المتحدة.
وبين الربيعة أن المركز يراعي في برامجه تطبيق مبدأ المعايير والقوانين الدولية الإنسانية وتقديم المساعدة دون تمييز، مشيرًا إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم مليشيات الحوثي وجعلتهم دروعًا بشرية، حيث قام المركز بتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية وتدريسهم المنهج الدراسي ليتواكب تأهيلهم مع متطلب تحصيلهم العلمي والتربوي الرسمي.
وتناول الدكتور الربيعة في هذا الخصوص إنشاء المركز مراكز للأطراف الصناعية في مأرب ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي وكذلك بعدن وقريبا في مناطق أخرى لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان.
واستنكر الربيعة اعتداءات المليشيات الحوثية على مساعدات المنظمات التابعة للأمم المتحدة والهيئات الإغاثية والعاملين معها منذ العام 2015 حتى اليوم، ومصادرتهم السفن الإغاثية والشاحنات التي تحمل المساعدات، وزرعهم الألغام، فضلاً عن إطلاقهم الصواريخ الباليستية وآلاف المقذوفات العسكرية على مدن المملكة، مناشدًا المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته ومحاسبة المليشيات الانقلابية على تجاوزاتها التي تعيق العمل الإنساني.
وأفاد أن المملكة تحتضن لاجئين يمنيين وسوريين ومهجري الروهينجا يحصلون على جميع التسهيلات مثل الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني لأبنائهم.
وأكد الدكتور الربيعة اهتمام المملكة بالوضع الإنساني للعديد من الشعوب المحتاجة في العالم مثل مهجري الروهينجا وما حلّ بهم من تهجير قسري في ميانمار، حيث وقع المركز مشروعات طبية تخدمهم.
وقدم نبذة عن برنامج فصل التوائم في المملكة، وكيف باتت المملكة ناجحة ومتميزة في هذا التخصص، ثم ألقى سفير جيبوتي عميد السلك الدبلوماسي في المملكة ضياء الدين با مخرمة كلمة تقدم فيها بالشكر للمملكة ممثلة بالمركز على مساعداته الإنسانية لجميع المحتاجين في العالم وبالأخص الشعب الجيبوتي، فيما عبر السفير الإندونيسي أغوس مفتوح أبي جبريل عن سروره البالغ بما قدمه المركز لبلاده من مساعدات خلال ما تعرضت له من كوارث طبيعية.
فيما عبر سفير جمهورية البوسنة والهرسك لدى المملكة سناهيد بربيتش عن خالص الشكر والتقدير للمملكة حكومة وشعبًا الذين لم يدخروا جهدًا في سبيل مساعدة شعب البوسنة في محنته.
وفي ختام أعمال الندوة جرى تكريم الرعاة والداعمين للملتقى بحضور رئيس ملتقى صحافيون معيض الرفدي.