رجاء العتيبي
ليس كل الدراجات النارية مثل بعض, ليسوا سواء, ليست الدراجة النارية التي تشاهدها داخل المدينة (التحلية, التخصصي, الثمامة) هي ذاتها التي تشاهدها تمخر عباب الطرق السريعة وتتجول في المناطق الأثرية وتشارك في المناسبات الاجتماعية.
عليك أن تميز من قراءتك لهذا المقال أن هناك فرقًا شاسعًا بين الدراجات النارية الاستعراضية الذين أزعجوا عباد الله, وضايقوا المارة في شوارع المدينة والذين يلبسون زيا خارج نطاق المألوف, وبين مجموعة ملاك هارلي الرياض الذي يقودون مركبتهم وفقا لقواعد السلامة المرورية ويلتزمون بالمستندات الرسمية ويشاركون في المناسبات الاجتماعية, ويتعاونون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
ربما لا يخطر ببالك أن مجموعة ملاك هارلي الرياض التي تأسست في أبريل 2004 يتكون أعضاؤها من رجال أعمال وأطباء ومهندسين وأساتذة في جامعات وطلاب دراسات عليا, وقد تستغرب أكثر عندما تعرف أنهم لا يتجولون في المدينة إلا ما ندر, لهذا لايعرفهم كثير من أفراد المجتمع.
الذين نقابلهم عادة في المدن هم أولئك (المزعجون)، (المتنمرون)، (المتبخترون), أما ملاك هارلي الرياض وغيرهم من الماركات الأخرى, فلا يدخلون المدينة حفاظا على هدوئها وتقديرا لأهلها.
هارلي الرياض يمارسون هوايتهم من دون (أذيّة) لأحد, تجدهم عادة خارج نطاق المدينة يستمتعون بجمال الطبيعة, ويتجولون في الأرياف والقرى الصغيرة والمناطق التاريخية, ويسيرون ضمن جدول زيارات منظم سواء من داخل نادي ملاك هارلي الرياض, أو بالتنسيق مع الجهات التي تطلب منهم المشاركة في فعالية معينة.
يقودون الدراجات النارية بمعايير سلامة عالية, وانضباط تام, عن قناعة بعملهم وعن وعي بأهمية سلامة الإنسان, وباعتبارها رياضة كغيرها من الرياضات تستحق العناية والاهتمام والدعم ونشرها بالطرائق الصحيحة باعتبارها واجهة حضارية لبلادنا.
ملاك هارلي الرياض مر على تأسيسها 14 عاما وما زالت تقدم خدماتها التطوعية للجهات التي تطلب ذلك, لذلك هم معروفون لدى المؤسسات الحكومية والأهلية, يمارسون هوايتهم بكل احترام وتقدير وسلام, هم مجموعة تعرف دورها الاجتماعي وتسعى لرفع اسم الوطن في المحافل الإقليمية والدولية.
ويتطلع ملاك هارلي الرياض أن ينظر إليهم المجتمع بخلاف النظرة التي رسختها الدرجات النارية التي تتجول في المدن والشوارع بلا انضباط ولا سلامة مرورية ولا مستندات رسمية, ويؤكدون أن هناك فرقًا كبيرًا بين الدراجات النارية (السائبة) وبينهم, ويؤكدون أنهم حققوا نسبة ثقة عالية لدى كثير من أفراد المجتمع الذي يعرفونهم, ولدى القطاع الحكومي والأهلي, ويمكن للمهتمين أن يزوروا حسابتهم على قنوات التواصل الاجتماعي.