يوسف بن محمد العتيق
بعض العلوم نخبوية لا يدرسها ولا يتفاعل معها إلا شريحة محددة من المجتمع، مثل علم النحو وبعض فنون اللغة العربية، وبعض العلوم تهتم بها كافة شرائح المجتمع (بنسب متفاوتة) مثل علوم الشريعة والدين، وذلك للاحتياج لها في جوانب الحياة اليومية، وتأمل في علوم أخرى مثل الطب أو الرياضيات تجدها حاضرة عند شريحة من المجتمع وغائبة عن شرائح أكبر، وهذا جانب معلوم متفهم عند كافة الشرائح، وكل ينظر إليه من زايته الخاصة.
وهناك علوم وآداب تكون كالنجم حاضرة في وجدان الأغلب من الناس (ولا أقول الكل) فالشعر على سبيل المثال لغة مشتركة بين شرائح كثيرة من المجتمع وهو سميرهم في مجالسهم.
ومن العلوم التي تحضر بقوة لدى شرائح كبيرة من المجتمع علم التاريخ بشكله الأكاديمي الذي يدرس في الجامعات أو بشكله التقليدي الذي يتحدث به الرواة في المجالس وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
شدني مؤخرا قيام نشاط كبير عبر شبكات التواصل للحديث عن أحياء الرياض القديمة وبعناوين عريضة وتفاصيل صغيرة، والأجل من ذلك خروج كمية كبيرة من الصور لهذه الأحياء ما كان يظن أن المجتمع كان يهتم بالتصوير في تلك الفترة صور للأشخاص وصور للمباني والطرق وعشرات الصور التي يجب أن نقف عندها كثيرا.
وفي الوقت نفسه يأتي أحد الناشطين في هذا المجال فيظهر صورة لأحد شوارع الرياض قبل خمسة أو ستة عقود، ويسأل عن هذا المكان وأين، وتأتيه الردود بمعلومات ثرية، وبعض الردود تحمل صورة هذا الشارع قديما وحديثا.
هذه المادة التوثيقية التي خرجت عن الرياض القديمة شاملة لجوانب كثيرة، وكلي أمل في أن تحفظ هذه المعلومات الهائلة قبل أن تذهب أدراج الرياح مع تقادم الأيام وانشغال المجتمع بموضوعات أخرى.
وعليه فإني أتمنى على رواد هذه المواقع والصفحات، وقبل ذلك (مؤسسيها) بوضع آلية لحفظها، وتوثيقها بطريقة تبقى للأجيال القادمة بحول الله.