إبراهيم بن سعد الماجد
عنوان هذه المقالة ليس استفزازياً لبقية شباب وفتيات الوطن, بل أعتبره تحفيزياً, وهو كذلك تقريرياً بأنهم فعلاً متميزون.
قبل ليالٍ رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم جائزة الشاب العصامي في نسختها التاسعة, حيث أُعلنت أسماء الفائزين بالجائزة وعددهم 11 شاباً و4 فتيات في فروع الجائزة المختلفة, أثناء الحفل تحدث بعض الفائزين في الأعوام الماضية عن سر عصاميتهم, وقد كانت نماذج مبهرة ومشرِّفة, من تلك النماذج الحمال والمهني والموظف (بدون مرتب)! استمعنا إليهم مستبشرين بوطن يكبر بشبابه يوماً, نسفاً خلف ظهره ثقافة - العيب - التي عمل عليها سمو أمير المنطقة سنوات وها هي توتي أُكلها, وقد سمعت من أحدهم يوماً وهو يقول كنت متردداً في ارتياد عملي هذا, ولكن عندما شاهدت سمو الأمير فيصل بن مشعل يكرِّم في مكتبه بعض الشباب الذين عملوا بأيديهم في مهن كنا نعتقد أنها لا تصلح إلا للأجنبي, توكلت على الله وعملت في المهنة التي أجد نفسي فيها وهذا أنا اليوم الكل يتسابق على ما أنتجه فحققت طموحي ورغد عيشي.
في الحفل قال سمو الأمير فيصل بأن العيب كل العيب أن يبقى الشاب قابعاً في بيته ماداً يده لأبيه ليعطيه مصروف يومه بحجة عدم وجود عمل! مؤكداً سموه أن الفشل في التجربة يعد ممهداً لنجاح كبير, مذكراً بمحاولة الملك عبد العزيز - رحمه الله - فتح الرياض عام 1318 التي لم تنجح, لكنها قادته للنجاح في العام الذي يليه.
الجميل في جائزة الشاب العصامي منحها للعمل التطوعي! أي أن نفع الآخرين والصبر على ذلك ومكابدة ما يعتري ذلك من مشقة هو عصامية تستحق التكريم, وهذا والله عمل مهم وشريف في الدنيا والآخرة, وقد فازت الأخت العصامية الخيرية أفنان الدبيخي بها هذا العام نظير ما قدمته من تفانٍ كبير في عملها.
من الجميل أن الكثير من العصاميين للتقنية في عملهم أكبر النصيب, منها المشروع الشهير -أزهلها- الذي يقوم بإصلاح عطل السيارات في أماكنها دون الحاجة لنقلها, هذا المشروع الذي ينضوي تحت اسمه الآن أكثر من 30 ألف شاب هو مشروع لشاب قصيمي لقصته طعم ورائحة خاصة استمعنا لها في هذا الحفل وصفقنا لها كثيراً.
كذلك من العصاميين هذا الشاب المعدم الذي صار الآن صاحب العشرات من المشاريع العقارية المميزة!
أكثر من 160 شاباً وشابةً نالوا جائزة الشاب العصامي على مدى عشر سنوات, لا نقول جميعهم في مستوى واحد, أو أن كل من نالها استمر عصامياً وناجحاً لكن من المؤكد أن الكثير من الأسماء التي تعرفونها في عالم الأعمال نالت هذه الجائزة, والقادم سيكون -بإذن لله- أجمل وأكثر حضوراً في ظل التطوير الذي ستكون عليه الجائزة في دوراتها القادمة.
رابطة العصاميين وبطاقة العصامي وأكاديمية عصامي مخرجات جديدة للجائزة ستكون -بإذن لله- داعماً لها ولأعضائها على المدى القريب والبعيد.
سؤال عنوان المقالة أجيب عليه الآن وهو أن سر اختلاف شباب وفتيات القصيم يكمن في وجود أمير، بل أقول بكل صدق -أخ لهم أمير- يدعمهم ويشجعهم ويقف معهم, فاتحاً قلبه ومكتبه ومنزله للجميع, كلمة -أبشر- هي الأقرب على لسانه قولاً وفعلاً.
إذن النجاح لا يأتي إلا نتيجة بيئة محفزة عليه, وأولها وجود المسؤول المهموم الذي يدفع للنجاح ويحطّم كل قيود العيب غير المستند على نهي شرعي.
فالكم العصامية يا كل أبناء وفتيات الوطن.