خالد بن حمد المالك
أكاد لا أصدق أننا كنا مع حلم محمد بن سلمان، ومع العجلة في أمر سموه نزرع مدينة ترفيهية، هي الأكبر على مستوى العالم في بقعة صحراوية؛ لا تدر الأرض أي قيمة مادية قبل أن يضع الملك حجر الأساس لها.
* *
وبين الحلم والحقيقة، والتشكيك في إمكانية إقامتها، وتلك الأصوات المثبطة، والعقول المحبطة، يأتي الحدث الكبير مشعًا ومضيئًا ومعلنًا أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن أعداء النجاح - كانوا ولا يزالون - بلا قيمة لكل ما يصدر عنهم.
* *
مساء أمس كنا أمام تحول وطني كبير، سبقته استعدادات، وبرامج، وخطط، وأعمال كبيرة، لا يقدم عليها إلا من هو في عقلية سلمان ومحمد، ولا يفكر بها وتثمر مثل هذا المشروع إلا شعب أصيل مقدام، هو شعب المملكة العربية السعودية.
* *
أي فرح وانتشاء وشعور بالرضا ونحن أمام منجز كبير بهذا الحجم؟ وكيف لا نثمن مثل هذه الخطوات الرائعة التي ستتحول المملكة بفضلها إلى دولة حضارية لا تضاهى. وحتى وإن جاء هذا التحول متأخرًا فالمهم أننا بدأنا خطواتنا التصحيحية بأفضل مما سبقنا الآخرون في إنجازه.
* *
إذًا، رؤية المملكة 2030 وبرامج التحول الوطني المنبثقة منها بدأت تؤتي أُكلها في أكثر من مسار، وتغيِّر من وجه المملكة؛ ليكون أكثر إشراقًا وبهاءً، بما يجب أن يجعلنا في موقع المعتد والفخور بما يجري الآن من حراك في كل مجال وميدان.
* *
كل التفاصيل التي أُعلنت، والخطوات الأخرى المصاحبة لمشروع القدية، والتطلعات التي يُنتظر أن تكون مواكبة لهذا الحدث المهم، وحجم الرضا الذي عبّر عنه الجميع، لا يمكن أن تنسينا أن هناك مشاريع أخرى توازي هذا المشروع، كمشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر، وغيرهما مما بشَّر به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
* *
لا شيء من الكلمات تكفي لتصوير مشروع (القدية) كما هو بخاصيته وخصوصيته، وحجم الترفيه الذي سيلبي رغبات الزائرين من داخل المملكة وخارجها. وحسبنا أننا نتحدث عن مولد مدينة لا مشروع، وأننا نتكلم عن أكبر مدينة في العالم. أي أننا أمام (معجزة فوق الرمال) كما هو عنوان كتاب قديم، كان قد صدر منذ قرابة نصف قرن عن بدايات تطوُّر وتطوير هذه البلاد.
* *
حلم محمد بن سلمان يتحول الآن إلى واقع، ووعوده أصبحت في زمن قصير حقائق على الأرض، وما زال يَعِدُ سموه، وسيظل يحقق ما يرفع به رؤوسنا؛ فهو يلبي توجيهات الملك، وينفِّذ تطلعاته، وينجز ما يجعل من عهد سلمان عهد إنجاز وتحوُّل وتغيير في بلادنا غير مسبوق في أي عهد سابق.