سلطان بن محمد المالك
وأنا أتصفح موقع الشركة الأمريكية العملاقة الشهيرة في التجارة الإلكترونية (أمازون) التي تأسست عام 1995م، والتي يقوم نشاطها على توفير كل ما يرغب في شرائه المشتري من منتجات وخدمات من خلال الطلب عبر الإنترنت بسهولة، وبسرعة، وبأسعار منافسة.. استوقفني ضمن أهم مبادئ القيادة في الشركة المنشورة داخل الشركة وخارجها عبر الموقع الإلكتروني أن (القادة يصنعون القادة). هذا المبدأ مهم جدًّا، ونجحت فيه الشركة كثيرًا في خلق قادة للشركة في كل أماكن عملها داخل وخارج الولايات المتحدة، وأصبحت تعتمد عليهم كثيرًا في استمرار نموها، وتقدُّم نجاحاتها حتى أصبحت من كبرى الشركات العالمية من حيث الإيرادات والأرباح وشهرة العلامة التجارية.
فمن أهم مهام القيادات في الشركة ليس فقط إدارة العمل، بل السعي الحثيث نحو توظيف الأبرز من المتقدمين، وتطويرهم، وتهيئتهم في العمل؛ ليصبحوا بعد فترة وجيزة قادة في الشركة. لا يهم العمر، ولا التخصص؛ المهم هو توافر الكفاءة والرغبة لدى الموظفين للعمل؛ ليصبحوا قادة مستقبل. ومن مهام القادة في الشركة أن يلتزم الموظفون بالمعايير الصارمة والجادة التي يضعها لهم قادتهم في سبيل إنجاز العمل بالشكل المطلوب، والسرعة والجودة، وإخراج منتجات وخدمات عالية الجودة.
قليل من الشركات والجهات لدينا التي تضع مبادئ لقياداتها، وتنشرها، وتحث على تطبيقها، وتتابع مدى الالتزام بها، بل تكتفي بنشر قيم المنظمة، وهذا أمر جيد، ولكنه غير كافٍ لصنع قادة، وحثهم على العمل من أجل أن يصبحوا قادة للشركات في المستقبل. لقد انتهى زمن القائد الوحيد بالمنشأة، والنجاح بكل تأكيد أن يكون فيها أكثر من قائد.
النموذج الذي اتبعته أمازون يُعد أحد أنجع النماذج الناجحة في علم الإدارة الحديث الذي بدأت كليات ومعاهد الإدارة تدرِّسه لطلبتها.