مها محمد الشريف
على مدار العقود الماضية، استغل نظام طهران الإرهاب لنشر أنشطته وتهديد السلام في منطقة الشرق الأوسط، وقد أدى ذلك إلى سياسة عدوانية وإرث كبير من الحقد والغدر فرض التغلغل داخل الدول بأنظمة تجسس للمراقبة واللعب على نطاق واسع لكشف سرية المعلومات، وتهديد فعلي للأمن والخصوصية، وبالتصدي لهذه الدينامية الخطرة وإعادة التوازن للمنطقة.
بذلت السعودية وحلفاؤها الكثير من الجهود لفرض سلسلة من الضوابط والقواعد، وإيقاف إيران عن الفوضى التي تحدثها، لاسيما إذا تعلق الأمر بالقلق من غضب دولي منصرف إلى رسم خطوط إدانة للنظام في طهران، وفي ضوء هذه الاعتبارات، مازال كبيرهم يزيد من حجم المجازفة حتى خرجت الأمور عن السيطرة ووصل الأمر إلى التهديدات المتواصلة من ترامب «بتمزيق» الاتفاق النووي في حال رفض إسقاط العقوبات ضد طهران بحلول 12 مايو/ أيار كمهلة قصوى، وثمة صراع مرشح لئن يكون الأخطر من نوعه وإخفاق الرغبة في التعايش.
واليوم، إذ يبدو الرئيس الأمريكي قد نفد صبره والحرب ستكون خارج الحدود، إذا انهمكت طهران في استئناف تخصيب اليورانيوم وتطوير ترسانتها النووية العسكرية فور خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أو تغييره حالما نضبت الحلول، ومن يتحمل مسؤولية هؤلاء الساسة وكشف ألاعيبهم؟ والصور التي تحكي عن نفسها وتجاهلها الكثير؟
ومع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة بدعوة من الرئيس دونالد ترامب، دعوة هذا الشاب الذي نشأ في كنف التاريخ وعاش بين صفحاته حمل معه ذكاءه الخارق الذي فتح به وثائق التاريخ القديمة بين البلدين فكانت الحفاوة والتقديرعنوان للاستقبال، وقالت الرئاسة الفرنسية يوم الأحد: إن ماكرون سيقدم لترامب شجيرة بلوط مأخوذة من موقع معركة رئيسة في الحرب العالمية الأولى، ولهذا الفعل جدوى ربما يحول السياسة إلى لغة جميلة في مخزون التاريخ وتنشيط ذكريات مشاة البحرية الأمريكية في العام الأخير من الحرب قبل نحو 100 عام.
بعد ذلك تمت مناقشة مسألة فائقة الحساسية والأهمية وهي تهدئة الأجواء بين واشنطن وطهران. وقال ترامب: «الاتفاق النووي أسوأ ما حصل».
ولم تكن مفاجأة التعزيزات التي دفعت بها فرنسا إلى سوريا، حيث تريد باريس مواصلة القراءة بشكل مباشر ومتكرر، حول أنشطة إيران على مدار سنوات، ومن جهة أخرى، مناقشة الرسوم الجمركية التي أقرها ترامب حول منتجات الحديد والصلب الأوروبية حيز النفاذ في شهر أيار/ مايو المقبل.
وكما كان الحال في كثير من القضايا ذات الأهمية الكبرى تجميد بعض الاتجاهات الإيرانية حتى يتسنى الحل المؤقت؟ وبذلك يقل حجم الاضطرابات التي أسستها في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن يتخذ إجراء بإسقاط آمالها الشريرة حتى تتعهد بإصلاح سياستها.
في الوقت ذاته، طُرحت الحقائق التي لم ترد في الوثائق على طاولة الحوار والتحديات الروسية، وظلت مستقبلية الأوضاع الاقتصادية التي يحاول الرئيس الفرنسي فيها تهدئة الاوضاع من أجل اإيجاد فرص أخرى عوضاً عن قيام حرب اقتصادية عالمية تضر بالجميع، ولو أن ما يدور في الأروقة السياسية يشكك في نجاح هذه المهمة.
لا يخفى الدور الذي تقوم به فرنسا في الفترة الأخيرة ولعلها تمسك بخيوط اللعبة وتسهم في تعزيز مشروع قانون يدعو لمحاسبة إيران على انتهاك حقوق الإنسان واحتجاز الرهائن كما صوت مجلس الأمن على نفس المشروع، ولا نريد التكهن بالمصير، بل نريد حساباً وعقاباً فقد دفع نظام طهران إلى حربنا بالوكالة - حرب ذهب ضحيتها أرواح غالية علينا وعلى الوطن -.