د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
أجزم مثل شعب بلادي الفاخرة «المملكة العربية السعودية» أن مما يشحذ الأقلام لتشهد وتُشيد أن هناك فرصًا نادرة جاهزة للقطف دنتْ وتدلتْ، سوف نغتنمها -بإذن الله- وأن العالم التمعتْ مناراته لقدومنا الجديد توقيرًا لبلادنا، وإعجابًا بقيادتنا، وارتسمت شموس بلادنا تسطع على الغرب.. وذلكم تعبير استعرته من عنوان الكتاب المنصف الأثير للمستشرقة الألمانية سيغريد هونكه «شمس العرب تسطع على الغرب». وعندما تُصاغ حكايات النهوض الحديث لبلادنا فإن الحديث عن سمو ولي العهد محمد بن سلمان في امتيازات خاصة تردّدها منابر القول ووسائطه؛ فقد أهدى سموه لبلادنا الآمال التي تتوشح رؤية بلادنا الفريدة 2030، ورسخ ممكنات الأمن المستقر الذي هو من محفزات الثقة. والثقة في القدرات والمقدرات تخلق المقياس العادل لجميع الطموحات القادمة. وبطل التحول السعودي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو كما قال الشاعر:
إذا همَّ ألقى بين عينيه عزْمه
ونكّبَ عن ذكر العواقبِ جانبا
إذا همَّ لم تُردع عزيمة همّه
ولم يأتِ ما يأتي من الأمر هائبا
نعم، نحن متفائلون بالبصمات القادمة إلى حياضنا، كما أننا فخورون بحيازة الأثمان المكتنزة من رصيدنا المحلي أولاً، وَمِمَّا تم تأطيره من الشراكات والاتفاقيات العالمية حتى أضحت سرعة التغيير سبقًا آخر في دعم العلاقات الممتدة مع العالم منذ تأسيس هذا الكيان؛ فكانت تطلعات فاخرة لبلادنا، وتوجهات جادة للعمل الجاد الذي يستوعب الطموحات الوطنية التي نبتت عروقها في رؤية بلادنا الحضارية 2030 ضمن برامج شاملة، اتكأت على مقدرات الأرض، وقدرات السعوديين الذين قدمهم سمو ولي العهد إلى العالم خلال زياراته الحصيفة بلغة ذكية جدًّا؛ فاختصر المسافات إلى أحلامنا، واستجلب العالم؛ ليندمج مع العقول الوطنية من خلال بناء أعمدة القوة الحضارية الداخلية؛ فأصبحنا نتبنّى فكر محمد بن سلمان الذي طوَّق مشاعرنا حينما رأى - حفظه الله - أن العمل على النطاقين الإقليمي والعالمي من ممكنات النهوض إلى مصاف الدول المتقدمة؛ فحول - حفظه الله - بوصلة الاقتصاد العالمي نحو بلادنا.
وفي استقراء موجز للزيارات الحضارية التي قام بها سمو ولي العهد - حفظه الله - نرى أن العالم استقبل قوة محركة في أساسها، هدفها تطوير السعودية العظيمة، وهدفها منح الطاقات الوطنية مسترادًا طبيعيًّا؛ ليبدعوا، ويشاركوا العالم كجزء منه؛ فأعاد سمو ولي العهد محمد بن سلمان صياغة خطابنا الجديد للعالم بأن بلادنا تمر اليوم بحراك مختلف في التعامل مع الحضارة وممكناتها من خلال الاستثمارات المفيدة في الطاقات البشرية والمقدّرات المادية، وهدفها رفع مستويات التواشج الإنساني إلى اندماج يمتد في نماذج عمل تنموي، بمعنى أن يتحول التعامل الاقتصادي مع العالم إلى استراتيجية للتنمية والتعايش بين الدول. وفي الجانب المضيء الآخر نرى أن بلادنا أصبحت أكثر حزمًا فيما يتعلق بأمنها، وأن سمو ولي العهد محمد بن سلمان تبنى تحولات جديدة في التعامل الأمني لمنع الأخطار ودرئها قبل وقوعها، وليس التعامل مع النتائج. وهذه سياسة عبقرية خلاقة للعبور الحقيقي للمستقبل النامي المتفوق، وإلى الحياة الطبيعية المستقرة.
لقد أشعل سمو ولي العهد في الشباب فاعلية فوارة، وصنع لهم الاستراتيجية التي تحمل الحضارة، وهيَّأهم لمنصات القوة، ثم نقّى لهم الدروب من شوائب الفساد؛ فكان طموحهم وارفًا ممتدًا مفعمًا بالآمال العظيمة؛ فأعلنوا أنهم جنود الرؤية السعودية 2030 وأدوات التحول، وقادة التغيير.
بوح الختام:
أهم عناصر النجاح الإيمان بتحقيق الطموحات؛ فالجوانب المضيئة حتمًا يعلو نفوذها.