فهد بن جليد
اليوم السبت 28 من أبريل عام 2018 سيبقى يوماً تاريخياً في ذاكرة الوطن، شهدنا فيه تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لبداية أعمال إنشاء الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية الجديدة والنوعية للمملكة في مشروع (القدية) الترفيهي -هذا المشروع العملاق- الأكبر والأضخم من نوعه على مستوى العالم، والذي يُنتظر -بمشيئة الله- أن يكون قبلة حضارية للترفيه والمُتعة والاستكشاف والتفاعل، ومنَّصة حاضنة للمُسابقات الرياضية والأحداث العالمية، فضلاً عنه كأكاديمية تعليمية وتدريبية لعشاق المُغامرات والسفاري، بتقديمه خيارات فريدة ومُتعدِّدة للسعوديين والخليجيين والعرب، والسياح المُتوقع استهدافهم من مُختلف الجنسيات بهذه المدينة الجديدة، بفضل ما يحوي المشروع من ميزات وخيارات واسعة، سنقطف أولى ثمارها بحلول العام 2022م موعد إطلاق المرحلة الأولى منه.
في أبريل من العام الماضي 2017 أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- عن المشروع، كأكبر مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية في العالم، وأنَّ حجر الأساس سيوضع بداية العام 2018 -وهو ما يتم اليوم- بوجود ومشاركة مُستثمرين عالميين بارزين في قطاع الترفيه، وما بين (الأمس واليوم وغداً) في تواريخ الإعلان والتدشين والانطلاق، زمن ليس بطويل من عمر طموحات ومُستقبل أبناء السعودية الشابة, الذين يقتربون بمملكتنا العظيمة مع إشراقة صباح كل يوم جديد لتحقيق تطلعاتنا وأحلامنا مُتسلحين برؤيتنا الوطنية 2030، رافعين راية الأمل بالعمل والجد والمثابرة من أجل الوصول إلى أهدافنا المشروعة في نهضتنا الشاملة، لبناء دولتنا العصرية بتاريخها الممتد والعريق, والحافل بالمُعجزات التي تحققت على يدي أبناء السعودية ورجالها المُخلصين، نُدرك أنَّه طريق طويل شاق ووعر، ولكنَّنا نؤمن بأنّه (غير مُستحيل) وسيتحقق حتماً, لأنَّنا نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض مُتماسكين بالصدق والإخلاص, وفق تخطيط وتنظيم وتكاتف، لنُسابق الزمن، بطموح سقفه عنان السماء، وبثبات يُزاحم رسو جبال طويق والسروات، وبأمل سيُحوِّل رمال الصحراء المُهدَّرة إلى رداء ووشاح ذهبي تتدفق شلالاته عطاءاً وخيراً لتحقيق نهضتنا الجديدة، كما هي قصة تدفق النفط في نهضتنا الأولى.
القدية ليست مشروعاً ترفيهياً فحسب، إنَّها تاريخ شامخ امتزج برؤية طموحة, لتصويب عجلة التنمية الوطنية نحو التقدم والازدهار بالاستثمار الصحيح، في استغلال تلك المساحات الشاسعة والصحراوية المُهدرة وتحويلها إلى قبلة للمُستثمرين اليوم، وللسياح غداً.
وعلى دروب الخير نلتقي.