محمد عبد الرزاق القشعمي
هذا وقد نظم مركز حمد الجاسر الثقافي محاضرة للدكتور فهد العرابي الحارثي صباح يوم السبت 18 / 7 / 1435هـ الموافق 17 / 5 / 2014م بمناسبة مرور 63 عاماً على صدور مجلة ثم جريدة اليمامة ، وقد حرص محمد الفريح على حضور المناسبة ، وقد سألته عن مشاعره فقال متحدثاً بعفوية وهو يغالب تأثره بذكرى مر عليها كل هذه السنين عندما كان طالباً على وشك التخرج من كلية الآداب من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة . وكنت إلى جواره ومعي الأساتذة سعد البواردي ومعن الجاسر والدكتور جاسر الحربش عندما نطق بتأثر بالغ قائلاً : كأنه اليوم عندما حضرت ولادة العدد الأول من اليمامة بالقاهرة كنا نسهر مع الشيخ حمد نصحح المقالات وننقلها بحماس للمطبعة ، كأننا نسابق الزمن ، وذكر عدداً من زملائه ممن وردت أسماء بعضهم في أعداد اليمامة الأولى .
أما ترجمته التي أوردها الشيخ محمد العبودي ضمن استعراضه لأسرة الفريح في ( معجم أسر عنيزة ) فقال : ومنهم محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الفريح ، ولد في عنيزة عام 1347هـ .
- بدأ الدراسة عند الشيخ عبد العزيز الدامغ ( ضعيف الله ) .
- التحق بالمدرسة السعودية بعد افتتاحها في مدينة عنيزة في السنة الثانية التحضيرية.
- التحق بالمدرسة الرحمانية في مكة المكرمة بنفس السنة .
- التحق بعد الشهادة الابتدائية بالمعهد العلمي السعودي .
- ابتعث إلى مصر والتحق بكلية الآداب في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً) .
- عاد إلى المملكة بعد تخرجه من كلية الآداب والتحق بوزارة المعارف مديراً للتحريرات ثم مساعداً للمدير العام للإدارة ثم ملحقاً ثقافياً لدى سوريا ولبنان ثم عاد إلى المملكة وعين مديراً عاماً لوزارة المعارف .
- انتخب عضواً بمجلس إدارة كهرباء الرياض وعين عضواً منتدباً ومديراً عاماً للشركة .
- عمل بشركة أسمنت اليمامة كمدير عام لها .
- أسس المؤسسة الشرقية للتجارة والصناعة والمقاولات .
- عمل عضو مجلس الإدارة المنتخب ثم رئيساً لمجلس الإدارة في شركة الخزف السعودية .
- انتخب عضواً بمجلس إدارة البنك السعودي الهولندي ثم رئيساً لمجلس الإدارة .
قال الدكتور عبد الكريم الأسعد في كلامه عن أشخاص أعجب بهم من أهل عنيزة . ومنهم الأستاذ الأديب والعصامي الأريب محمد العبد الرحمن الفريح حفظه الله الذي يقتني مكتبة ليس كمثلها مكتبة ، ويُخلص للكتب التي تحتويها إخلاصه لأهله وذويه وأصدقائه ، ويداوم على الاحتفاء بها ومصادقتها والنظر فيها والاستفادة منها ، ويُحسِنُ الاستنتاج السليم والدقيق من كل جديد في جميع ألوان المعرفة ملكة صافية ولسان حلو وعقل متفتح وبشاشة بلا نظير .
كما وجدت له ترجمة مختصرة في ( موسوعة الشخصيات السعودية ) التي أصدرتها مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر جاء فيها :
محمد بن عبد الرحمن الفريح ولد عام 1354هـ 1935م بعنيزة . تلقى تعليمه الأولي بها ، ثم أتم تعليمه حتى الثانوية بمدارس الفلاح ومدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة ، ثم حصل على ليسانس آداب من جامعة القاهرة . عمل بوزارة المعارف وتدرج في وظائفها ، كما عمل ملحقاً ثقافياً لدى سوريا ولبنان ( أول ملحق ثقافي سعودي بالخارج ) حتى تقاعد ليتفرغ لأعماله الحرة حيث أنشأ شركة الخزف ، ويرأس حالياً مجلس إدارتها ، مدير عام المؤسسة الشرقية للتجارة والصناعة والمقاولات 1389هـ / 1969م . سبق له أن شغل منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لفترتين 1395 - 1401هـ ورئاسة مجلس إدارة البنك الهولندي 1980 - 1989م . (1)
ولا يجب إغفال ذكر نشاطه الأدبي عندما كان طالباً بجامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حالياً ) إذ وجدت له قصيدتان في كتاب ( من وحي البعثات السعودية ) لصالح جمال الحريري المطبوع عام 1368هـ / 1949م . الأولى بعنوان : ( عيد الشباب ) والثانية قيلت بمناسبة إقامة دار البعثات السعودية احتفالاً بمناسبة زيارة الشيخ محمد المانع مدير المعارف العام بالمملكة في حدود عام 1367هـ / 1948م . نختار منهما قوله :
في قصيدة بمناسبة ( عيد الشباب ) ..
قم سائل الروض من أشجى بلا بله حتى غدت تملأ الدنيا أغانيها
ومن أشاع بها البشرى فغادرها نشوى تهادى على أغصانها تيها
والغصن ما باله نشوان يرقصه مر النسائم في أرجاء واديها ؟
والعبقرية لا تؤتى نتائجها إلا بفيض من الأقدام يزكيها
من كان يحسب أن البيد يغمرها نور المعارف ، أو إنجاب داجيها
نهجت خط ومليك العرب فاقترنت أعمالك الغر بالتوفيق يحدوها
سعي بجد لكي تسمو البلاد إلى مدارج العز في أسمى مجاليها
______________
(1) موسوعة الشخصيات السعودية ، مركز المعلومات ، مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر ، جدة: 1434هـ 2013م ، ط2 ، ج2 ، ص 804 .
والقصيدة الثانية قال فيها..
شباب بلادي وأنتم لها
إذا ما دعت خير فرسانها
أزيحوا الغشاوة عن عينها
وبثوا الحياة بجثمانها
وشيدوا لها عملاً خالداً
وأدوا الحقوق لديانها
وقولوا لها قد وجدنا الحياة
بعلم البلاد وعمرانها
ولا تستكينوا فإقدامكم
لأحلامنا سطع برهانها
شباب تسامى لنيل المنى
وقاد المعالي بأرسانها
ويُذكر أنه قد رحب بعودة الجيش السعودي من فلسطين بقصيدة وطنية قوية ومؤثرة يقول في مطلعها :
الأرض سكرى والخلائق نوّمُ ...........
أما فترة عمله بالغرفة التجارية بالرياض فقد نكتفي بما ورد في كتابها التذكاري ( 50 عاماً من العطاء والريادة ) 1381 - 1431هـ ورد ضمن استعراض مجالس إدارات الغرفة عبر مسيرة خمسين عاماً ، أن محمد بن عبد الرحمن الفريح قد تولى رئاسة مجلس الإدارة في دورتين متتاليتين هما السادسة 1395 / 1398هـ والسابعة 1398 / 1401هـ .
كما أصبح عضواً بمجلس الإدارة لثلاث دورات متتالية من الخامسة 1392 / 1395هـ إلى السابعة 1398 / 1401هـ وانتخب رئيساً لمجلس الإدارة في الدورتين السادسة والسابعة . وجاء في التقرير أن هذه المرحلة - التي تولى محمد الفريح رئاسة مجلس إدارتها - تعتبر مرحلة البناء الأساسية التي تم فيها إرساء قاعدة مشاركة منتسبي الغرفة في بحث الأمور التي تعنيهم وتطوير أنشطتهم من خلال تشكيل اللجان القطاعية من بعض المنتسبين من ذوي الخبرة مع توسعة الجهاز التنفيذي ممثلاً في الأمانة العامة للغرفة بإنشاء وحدات إدارية جديدة لتقديم خدمات تناسب التوسع في حجم ونوعية أنشطة القطاع الخاص ، وتم بناءً على ذلك إعادة الهيكلة التنظيمية والإدارية للغرفة بناءً على الممارسة التطبيقية واحتياجات الواقع العملي .
وقد قطعت الغرفة في هذه المرحلة شوطاً كبيراً في تنفيذ خطط التنمية ، التي ركزت فيها الدولة على بناء شبكة متكاملة من التجهيزات الأساسية ، واتجهت إلى توسيع نطاق القطاع الخاص وانشطته ، وأصدرت عديداً من الأنظمة التي تشجع حركة الاستثمار في المملكة .
ومن اللجان والإدارات القطاعية التي أنشئت خلال ترؤس الفريح لمجلس الغرفة نذكر منها:
- اللجنة الصناعية عام 1400هـ .
- مركز المعلومات عام 1399هـ .
- إدارة العلاقات العامة عام 1399هـ .
- الإدارة الصناعية عام 1399هـ .
- إدارة البحوث عام 1400هـ .
- إدارة الشؤون القانونية عام 1400هـ .
- مركز التدريب والتطوير الإداري عام 1401هـ .
- مركز الحاسب الآلي عام 1401هـ .
وقال في ختام الكتاب ( من ذكريات الرواد المعاصرين ) تحت عنوان : أول غرفة في المملكة تجري انتخابات حقيقية لاختيار أعضائها ) كتب محمد بن عبد الرحمن الفريح :
«غرفة الرياض هي أول غرفة في المملكة تجري انتخابات حقيقية لاختيار أعضائها ، كانت المسائل تتم باتفاق بين المجموعات في كل الغرف والوزير يعين الثلث ، ومع نهاية الدورة الخامسة التي كنت عضواً فيها بالتعيين من الوزير ألح المرحوم عبد العزيز المقيرن - أول رئيس لمجلس إدارتها - على ترك الغرفة ، وكانت الدورة السادسة هي أول دورة تجري فيها انتخابات حقيقية ، وجرت فيها منافسة بين لائحتين تتسابقان على برنامجين لخدمة قطاع الأعمال وبالتالي استطيع القول انني أول رئيس منتخب لغرفة الرياض وعلى مستوى الغرف السعودية على الإطلاق» .
وقال : « وبدأت الغرفة تتسع أنشطتها بالتدرج واكتساب المهنية حتى أنشئ المبنى القائم الآن الذي كنت أنا من تشرف بتوقيع عقد إنشائه . وكنا وقتها نعمل في المبنى المؤقت الذي كان ملاصقاً لهذا المبنى ، وقبل ذلك كنا في شقة بشارع الخزان ..
وقال في ختام شهادته : «ومن أهم التجارب التي استنتها غرفة الرياض وكانت رائدة فيها هي تجربة اللجان القطاعية والمكونات التي شملت حتى الأنشطة الاجتماعية وبالتالي أصبحت تستحق أن توصف بأنها مؤسسات مجتمع مدني . وفي الواقع هذا هو فعلاً دور الغرفة ، وهذا هو ما أرادته وسعت إليه مجالس الإدارة في كل دوراتها».