نبيل حاتم زارع
حينما كنت أقلب أوراق الصحف في مرحلتي العمرية المبكرة وأشاهد صورة الرمز الأدبي الكبير الأستاذ الوالد عبدالفتاح أبو مدين وأتابع نشاطات نادي جدة الأدبي الثقافي فارتبطت الثقافة في ذهني بذلك الوقت بنشاط أستاذنا الجليل، وبالتالي كنت أسأل كيف أستطيع الوصول لذلك المكان وكيف أستطيع الوصول لهذا الرمز الفكري الكبير، ومرت الأيام وبدأت أتجرأ بالدخول لذلك الصرح وأنا شاب صغير، وشاهدت وجهاً لوجه تلك الشخصية الوقورة التي كنت أراها في الصحف الورقية، وحرصت بعد ذلك بالمتابعة الدقيقة لكل ما يقام بالنادي ولمست عشق الرجل للعمل الثقافي وحرصه على الإنجاز بدقة شديدة جداً وعمله الدؤوب المتواصل للإصدارات التي وصلت للمكتبات العالمية، وسعيه إلى أن تخرج الإصدارات في موعدها حتى يراها الجميع، وتساءلت من هو السر خلف هذا الإخلاص للعمل الثقافي، وما هو المردود الذي يعمل من أجله في مقابل ما يبذله من جهد كبير جعل اسمه خالداً في عالم الفكر والإبداع والحرف و(مهارة الإدارة الثقافية) وبالطبع هو لا يحتاج إلى ثنائي ولا إلى إشادتي فالجميع يعرف عنه أفضل مني.
في الوقت الذي كنا نسأل كيف يتكرر هذا الإخلاص للعمل بالمؤسسة الثقافية ومن هي الشخصية التي من الممكن أن يشار إليها بالمهارة الإدارية والعشق والإخلاص للعمل الثقافي بمردود مالي متواضع لا يوازي حجم ما هو مطلوب من هذه المؤسسة وما هو متوافق تطلعات المثقفين، إضافة إلى ما يمكن أن يجذب أنظار غير المتواصلين مع الشأن الثقافي وأيضاً لفت أنظار الجيل الجديد الذي تعددت منابره الإعلامية وتنوعت وسائله الترفيهية، فلذلك سيكون صعباً على أن تكون هناك شخصية تستطيع أن (تخطط وتنفذ) لكي تنجح بلفت الأنظار وأن تستطيع أن تجعل اسمها خالداً ويذكره التاريخ بالإشادة ويصفه بالمهارة الإدارية والنجاح بأن جعل الكيان الذي يعمل فيه ينبض بالحياة والروح وأن يشكل فريق عمل متجانسا بارعاً في العمل المؤسساتي المتقن فلذلك تكررت شخصية رئيس نادي الأحساء الأدبي الأستاذ الدكتور ظافر الشهري.