رواية الطاهر بن جلون «تلك العتمة الباهرة» الصادرة عن دار الساقي من أجمل ما كتب في أدب السجون.. ويقول في أجزاء منها:
إن أكثر الأمور الاعتيادية تفاهة.. تصبح في المحن العصيبة غير اعتيادية.. لا بل أكثر ما يرغب فيه من أمور الدنيا.
نحن في حالة حرب مع عدو غير مرئي يمتزج بالعتمة فكاد يكون العتمة.. هل قلت عدو؟ أصحح: هنا لا أعداء لي.. يجب أن أقتنع بذلك.. لا مشاعر.. لا أحقاد.. لا خصوم.. أني وحيد. وأنا وحدي قد أكون عدو ذاتي.
تجربة مغرية أن تستسلم لحلم يقظة يثري فيه الماضي صوراً مجملة في الأغلب ومغبشة أحياناً وواضحة في أحيان أخرى تتدفق دونما ترتيب أو نسق باعثة شبح الرجوع إلى الحياة مضخمة بعطور السعادة.
الحياة هي أن نتمكن من رفع ذراعنا لكي نتمطى بمتعة.. وتنهض لنسير دونما غاية..نراقب الناس يعبرون أو نتوقف.. نقرأ صحيفة أو نلبث ببساطة جالسين وراء النافذة لأن ليس لدينا ما تفعله..
الرفاهية إنما هي رفاهية الطمأنينة.. ليست السجاد الصيني وليست ثريات الكريستال أو الرخام الإيطالي ليس كل ذلك ما يمنحك الجمال أو السعادة.