سلمان بن محمد العُمري
بين الفينة والأخرى تكشف لنا الأجهزة الأمنية عن القبض على مجموعة من مهربي ومروجي المخدرات، الذين اتخذوا أساليب وطرقا متنوعة في عملياتهم الشيطانية؛ مما يؤكد استمرار المجرمين في غيهم، ومواصلة رجالات الأمن في نجاحاتهم بالتصدي لهم ومن يقف وراءهم.
وهؤلاء المجرمون كلما تم التضييق عليهم وكشف حيلهم وخيانتهم واجرامهم لجؤوا إلى حيل خسيسة ودنيئة لجلب المخدرات، وحينما يتجرأ المجرمون من غير السعوديين على تهريب المخدرات لبلادنا فإن هذه جريمة بلا شك، ولكن! المصيبة هو إجرام بعض أبناء الوطن وتورطهم في جلب المخدرات لبلادهم، وإلحاق الضرر بإخوانهم وأبنائهم وقبل ذلك بوطنهم ودينهم.
والمخدرات ليست داءاً أو مشكلة فحسب، بل هي حرب مدمرة للكوادر البشرية الفتية، ومجتمعنا مستهدف في قدراته وشبابه، ولذا فالمسؤولية مشتركة، وهي ليست مهمة القطاعات الأمنية فحسب، فكلنا في خندق واحد، لابد من تضافر جهود الجميع أفراداً ومؤسسات لمواجهة هذه الحرب الضروس.
إن استهداف شبابنا ومقدراتنا في بلاد الحرمين الشريفين لايقف عند حد الأطماع المادية للمهربين ورغبتهم في التكسب غير المشروع، بل يتعدى ذلك إلى أهداف يسعى من خلالها الأعداء إلى إغراق المجتمع بالمخدرات وإفساد أخلاق الشباب ودينهم ودنياهم والضرر بمكتسبات الوطن وثروته الحقيقية وأنَّى لهم ذلك، فالله - سبحانه وتعالى - سيحفظ بلادنا وسيوفق الله الرجال المخلصين الذين يسهرون على أمن الوطن وسلامته في كشف هؤلاء وفضحهم، وسينالون بإذن الله - عز وجل - جزاءهم.
وباء المخدرات الذي طال شرائح المجتمع لايمكن قبول التهوين بخطره، والمصائب التي تنجم من وراءه، وهو خطر في تزايد مستمر على الرغم من النجاحات الكبيرة التي تحققها الأجهزة الأمنية في قطع كل السبل لوصول هذه السموم للبلاد.