عرعر - خاص بـ«الجزيرة»
اعترف رئيس لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بعرعر الدكتور خلف بن علي العنزي بقلة الأوقاف بالمنطقة مقارنة بالمناطق الأخرى، مشيراً إلى سعيهم في نشر ثقافة الوقف في المجتمع، وتقديم المساعدة والمساندة لرجال وسيدات الأعمال لوضع الأوقاف بعد التعريف بها.
وأكد الدكتور خلف العنزي في حواره مع «الجزيرة» أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 فرصة للمؤسسات الوقفية للنهوض بالأوقاف، بإعادة هيكلتها وحوكمتها، وتحوير أهدافها بما يتوافق مع هذه الرؤية التي تعقد عليها الآمال في تعزيز الاقتصاد والنهوض به.
وتناول الحوار مع رئيس لجنة الأوقاف بعرعر عدد من الموضوعات المتنوعة التي تهم الوقف وسبل تطويره والعناية والرقي به. وفيما يلي نص الحوار:
* يتساءل البعض عن الأسباب الرئيسة وراء إنشاء لجان أوقاف في الغرف التجارية بالمملكة، ولماذا تأخر إنشاء لجنة أوقاف عرعر؟
- تأسست لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بعرعر، بالقرار الإداري رقم (300- 38 في 15- 11- 1438هـ) الصادر من سعادة الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في عرعر، بفكرة تقدمت بها للغرفة بطلب إنشائها، بعد موافقة مجلس الإدارة على إنشائها، وقد تمت الموافقة على إنشائها: إسهاماً من الغرفة التجارية الصناعية في عرعر بفتح المجال للجان الوطنية التطوعية للمساهمة والعمل على تنمية وتطوير القطاع الذي تمثله لتنمية المجتمع وينسجم في الوقت نفسه مع المصلحة العامة، ولأهمية الوقف في المجتمع، حيث إنه يعزز صور التكافل في المجتمع، كما أن الوقف القطاع غير الربحي يعزز رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ لما ينتجه من موارد اقتصادية دائمة ومتنوعة تساهم في الناتج المحلي.. وقد باشرت اللجنة أعمالها بعقد الاجتماع الأول لها بتاريخ 6- 1- 1439هـ.
وبالنسبة للتساؤل عن تأخر إنشاء اللجنة بعرعر، فاللجنة لم يتأخر إنشائها، حيث إن لجان الأوقاف بالغرف تعتبر حديثة، وإلى الآن لم تنتشر بجميع مدن المملكة.
* هل هناك تنسيق بين لجان الأوقاف في الغرف التجارية، وما أبرز مجالات التعاون بينكم؟
- نعم يوجد تنسيق مع بعض اللجان؛ خاصة في مكة والشرقية، ويتمثل ذلك في الاستفادة من خبراتهم لأنهم سبقونا في هذا المجال ولهم نشاط خاصة لجنة الشرقية.
* يقال إن المنطقة أقل المناطق في الأوقاف، ما الخطوات التي قمت بها لدعم وتنمية وتطوير الأوقاف بالحدود الشمالية؟
- بالفعل الأوقاف بالمنطقة تعتبر قليلة مقارنة بالمناطق الأخرى، ومن أهداف اللجنة نشر ثقافة الوقف في المجتمع، والمساعدة في تسهيل إجراءات الأوقاف، وتعريف رجال وسيدات الأعمال بالوقف، ومساندتهم ودعمهم في إنشائه.
* ماذا تم في دراسة العمل لشراكات مجتمعية مع الجهات الحكومية والأهلية لنشر ثقافة الوقف وتأصيلة من أفراد المجتمع، والتي سبق وأن ناقشتها اللجنة في اجتماعاتها الماضية؟
- لا أخفيك أن اللجنة تسعى لعقد شراكات مجتمعية مع بعض الجهات الحكومية أو القطاع الخاص، وهذا من ضمن خطة العمل، لكن كثير من الأمور تتوقف على الدعم المالي، أو وجود جهات تتكفل بتلك البرامج. وبداية الشراكة مع مركز واقف، حيث تم الاتفاق مع الشيخ/ سليمان بن جاسر الجاسر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مركز واقف للاستشارات (خبراء الوصايا والأوقاف)، على إقامة (برنامج تأهيل نظار الأوقاف)، وتكفل المركز بكافة تكاليف البرنامج، وكذلك عقد لقاء مع فضيلته بعنوان: (الأوقاف المعاصرة وحاجة الناس إليها).
* كيف ترون الكيفية التي يمكن أن تحقق بها هيئة الأوقاف الجديدة طموحات وتطلعات الواقفين والنظار، ومن يرغبون في تأسيس أوقاف، وتعزيز دور الأوقاف وتنميتها في البلاد؟
- لجان الأوقاف تقوم بدور مميز وفعّال فيما يخص الأوقاف وتطويرها، وتأهيل النظار، لكن كل ذلك يتوقف على الدعم المالي، ولزيادة فاعلية لجان الأوقاف وحتى تستطيع أن تقوم بدورها المأمول منها؛ أتمنى أن تعامل مثل الجمعيات الخيرية من ناحية التنظيم والدعم.
* ما السبل المناسبة لجعل الأوقاف قادرة على المساهمة بفعالية المجتمع؟
- وضع أسس وهيكلة وتنظيم موحد، ودعم لجان الأوقاف؛ وإعفائها من أية رسوم؛ حيث إن ذلك يساعدها على النمو والاستمرارية، وأن تنوع المجالات الوقفية لتشمل ما يحتاج إليه المجتمع فعلياً، ولا شك أن المجلات تتنوع وتتفاوت من مجتمع لآخر، بحسب حاجة كل مجتمع.
* في المجتمع الإسلامي لعب الوقف دوراً مهماً على صعيد التنمية الاجتماعية، وفي عصرنا الحاضر يلاحظ أن هذا الدور يشهد تراجعاً كبيراً.. أين تكمن المشكلة؟
- لا شك أن الوقف ساهم في تقدم وازدهار الحضارة الإسلامية على مر العصور السابقة، وتراجعه في العصر الحاضر لأسباب كثيرة، من أهمها:
1 - نشر ثقافة الوقف في المجتمع ونحن في المملكة -ولله الحمد- في مجتمع متكاتف معطاء يحب البذل والعطاء في أوجه الخير.
2 - تأهيل نظار الأوقاف ليزدادوا معرفة بطرق تأسيس وتنمية الأوقاف الحديثة، واستخدام وسائل حديثة ومتنوعة في تنمية الموارد المالية.
3 - السعي للنهوض بالأوقاف المتعثرة.
4 - دعم الأوقاف تنظيمياً ومالياً، وعدم فرض أي رسوم مالية عليها.
ونتأمل ونتطلع لقيام الهيئة العامة للأوقاف بتفعيل دور الوقف في المجتمع، وحسب ما سمعنا أن هناك دراسات وخطط وبرامج لديهم لتفعيل الوقف من كافة الجوانب، ولعلها ترى النور قريباً بإذن الله تعالى.
* عندما تقوم الأوقاف بدورها الاجتماعي على الوجه الصحيح ستسهم في حل بعض المشكلات في المجتمع، فما رأيكم؛ وهل ترون أننا بحاجة لمراكز معلومات تقود السوق نحو أبرز احتياجات المجتمع وأولوياته؟
- بلا شك إن الأوقاف وعلى مر العصور وعندما كانت فاعلة أسهمت في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية، وقوت أواصر التكافل الاجتماعي، بمساعدة الفقراء والمرضى، ودعم العلم والثقافة وغيرها مما كان يحتاج له المجتمع. فيما يتعلق بالحاجة لمراكز معلومات لإبراز احتياجات المجتمع، من وجهة نظري لو كان هناك مراكز أبحاث خاصة بالوقف، تدرس أولوياته ومشاكله وتضع الحلول لتلك المشكلات، وتؤسس لقواعد معلومات وبيانات عن الأوقاف في المملكة.
* يرى ذوو الاختصاص أن الأوقاف ستكون أكثر رافد ضروري لتحقيق رؤية المملكة 2030.. ترى هل ستكون الرؤية فرصة للأوقاف لاستكمال بنيتها القاعدية وهياكلها وزيادة فاعليتها؟
- من أهداف رؤية المملكة 2030رفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من أقل من 1 % إلى 5 %، والقطاع غير الربحي جله يتوقف على الوقف، وهذه فرصة للمؤسسات الوقفية للنهوض بالأوقاف، بإعادة هيكلتها وحوكمتها، وتحوير أهدافها بما يتوافق مع هذه الرؤية المباركة التي نعقد عليها الآمال الكبيرة بإذن الله لتعزيز الاقتصاد والنهوض به، والتي تهدف لتنوع موارد الدخل وعدم اعتماده على البترول فقط