محمد المنيف
من مظاهر السير نحو المستقبل امتلاك أفراد المجتمع والمؤسسات روح المنافسة فهي الوقود الذي يدير رحى الابتكار وهذا الأمر ينطبق على كل المهام الفردية والعامة مؤسسات خاصة أو رسمية. ففي المنافسة ما يوقد مشاعل العطاء لتنير دروب المستقبل.
ولهذا فالمجتمع الثقافي والفني (التشكيلي) على وجه الخصوص يعيش حالة من الانتعاش منتظرا نتائج المنافسة الوطنية بإيجابياتها التي بدأت معالمها بين مختلف القطاعات لتحقيق اهداف رؤية (2030) ومن بينها مؤسستين تعدان الأكبر والأبرز حاليا في سعيهم لتطوير مفهوم الفنون البصرية عامة والتشكيلية خاصة، الأولى مؤسسة خاصة هي مؤسسة مسك الخيرية التي شملت فعالياتها وبرامجها دعم الشباب في كل متطلبات العمل الاجتماعي ومنها الفنون حيث اخذت المؤسسة على عاتقها رسم مسارها للوصول بإبداعات الشباب إلى العالمية على أسس حديثة مستقبلية تمتد ثمارها إلى مسافات أجيال المستقبل بدأت لها المؤسسة بوضع قاعدة الانطلاق نحو العالم بإنشائها معهد مسك للفنون الذي بدأ في بناء علاقاته بالمؤسسات العالمية كالمتاحف والمراكز المتخصصة في الفنون ودعم الإبداعات الشبابية المعاصرة وتعريف العالم بها مع ما تحفظه للأجيال المؤسسة لهذا الفن ورواده، كما شاهدنا في مشاركة المعهد في آرت دبي مودرن.
اما الجهة الثانية الرسمية المنبثقة من وزارة الثقافة والإعلام هي الهيئة العامة للثقافة التي تكمل مسيرة الفن المحلي وتسعى للربط بين ماضي هذا الفن وتجارب رواده بالاهتمام بالمواهب ودعم مشوار التعريف بالفن والرفع من ذائقة المجتمع المحلي ولإكمال المشوار المحلي الذي يعد المطبخ والمصنع لإنتاج المبدعين من خلال الانطلاق من محاكاة البيئة والتراث وبناء الهوية في أعمالهم بإبداع معاصر يجمعون من خلال ما يهيئ لهم من سبل الدعم من هيئة الثقافة الهوية والمعاصرة كما ان من مهام الهيئة تهيئة المبدعين للأخذ بهم إلى محطات عربية وعالمية بعد أن يضعوا اقدامهم بقوة في الداخل وبين جمهورهم الأقرب الذي يدفعهم ويشجعهم باعتبارهم أبناء الوطن، فالمقولة العالمية دائما أن لا وصول إلى العالمية والتميز إلا من خلال المحلية وهو الدور الذي يجب أن تعيه هيئة الثقافة..