«الجزيرة» - أبوظبي - متابعة وتصوير - محمد المنيف:
ما زالت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،- يتردد صداها في أرجاء متحف لوفر أبوظبي حينما قال عند افتتاح المتحف بحضور ملوك ورؤساء دول عربية وعالمية (باسمي واسم شعب الإمارات وباسم دعاة الخير والسلام أشكر أخي محمد بن زايد الذي وقف خلف هذا المشروع ليدفع العالم حضارياً وثقافياً للأمام). وقوله: (إن متحف اللوفر أبوظبي يمثل «قدرتنا على محاربة التطرف الفكري بالجمال الفني).
و(متحف اللوفر أبوظبي مفخرة ثقافية ومحطة فنية ستجمع الشرق والغرب ويمثل قدرتنا على محاربة الظلام بالنور ومحاربة الجهل بالفنون ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني)، وبما أضافه سموه (أن متحف اللوفر رمز للتلاقي الفكري والإنساني وعنوان للتسامح والتواصل وندعو ليس فقط للحوار والتواصل بين الحضارات بل للتحالف بينها.. تحالف يحمي الحضارة الإنسانية من أعدائها)، كما أشار سموه (إن رسالة متحف اللوفر أبوظبي هو أن قوتنا كبشر في تواصلنا وتبادل ثقافاتنا وقوتنا في تلاقي العقول وتعارف الشعوب وتحالف الحضارات).
تلك الكلمات تصاحب كل زائر للمتحف ويتردد صداها إلى آذان ما يقارب الخمسين إعلامياً عالمياً من بينهم جريدة الجزيرة الذين جاءوا بدعوة لتغطية معرض آرت دبي التي كانت زيارة المتحف جزءاً من برنامج أعد للفريق الإعلامي شملت الشارقة أيضاً وبعض المواقع والمعارض الفنية.
«الجزيرة» تشارك في مؤتمر العالم برؤية كروية
إن أول ما يلفت نظر أي زائر لمتحف لوفر أبو ظبي عند اقترابه من مقر المتحف الشكل العام للمبنى وقبته حيث يشعر أنه أمام نموذج هندسي يجمع بين الشكل والمضمون ويدل دلالة مباشرة على علاقته بالبيئة المحلية كلما أصبحت معالم المتحف تتضح وتفاصيله تظهر للعيان، بعد دخول جزيرة السعديات التي تحولت إلى مجمع ثقافي إبداعي يعد مفخرة للإمارات العربية المتحدة الشقيقة يزداد شوقاً لولوج هذا المعلم الرائع بهيبة قبته التي تحتضن تفاصيل المبنى وصالاته ومعارضه والمستلهم تصميمها من تشابك سعف النخيل، تتخللها أضواء الشمس تسقط كالبقع تضيف سحراً وكان الزائر يستظل بالفعل بالنخيل في إحدى واحات الإمارات.
وبعد وصول الوفد الإعلامي الذي تشارك به جريدة الجزيرة ممثلة في محرر الفنون التشكيلية أقيم مؤتمر صحفي احتفاء بإطلاق المعرض الثاني في سياق برامج معارض المتحف الذي حمل عنوان «العالم برؤية كروية» الذي يستمر حتى 2 حزيران (يونيو) المقبل، حيث ألقيت كلمات الترحيب والتعريف بالمعرض لكل من سفير فرنسا لدى دولة الإمارات العربية لودوفيك بوي، ومدير متحف اللوفر أبوظبي مانويل راباتيه، والمدير العام للمكتبة الوطنية الفرنسية سيلفيان تارسو غيلوري، فضلاً عن المنسقين العامين للمعرض كاثرين هوفمان وفرانسوا ناوروكي.
الفلك والجغرافيا والفلسفة
استمع الوفد الإعلامي لشرح مفصل من المختصين بالقطع بل المعروضة في الصالة المخصصة حيث تلقى الحضور على اختلاف دولهم وصحفهم خلال الجولة فكرة عن التسلسل الزمني في خلال 2500 سنة من تاريخ العلوم وتمثيل العالم عبر (160) قطعة فنية من المجسمات الكروية والبقايا الأثرية النادرة والمخطوطات الرائعة والأطروحات المطبوعة، والاسطرلابات والخرائط العالمية الفريدة. وكما أشير في بيان المعرض ومن خلال الشرح أن القطع تأتي بمعظمها من مجموعة المكتبة الوطنية الفرنسية.
مدير متحف لوفر أبوظبي واستثنائية المعرض
في حديث لمدير المتحف مانويل راباتيه قال فيه إن هذا المعرض يقدّم فرصة استثنائية لسرد قصة شاملة حول علم الفلك والجغرافيا والدين والفلسفة، من خلال دراسة مختلف الرموز والطرق التي مثّل الإنسان من خلالها الأرض. مضيفاً أن مثل هذه المعارض وهذا المعرض على وجه الخصوص يتماشى مع رؤية اللوفر أبوظبي التي تقوم على سرد قصة البشرية. لقد عملت المكتبة الوطنية الفرنسية على تنسيق هذا المعرض، وقد كان لنا شرف مقابلة هؤلاء الأشخاص الذين أمضوا حياتهم في السعي وراء المعرفة والتميز.
كما قال مدير المتحف السيد مانويل راباتيه اكتشفنا عبر التاريخ الروابط المشتركة بيننا والتراث الذي يجمعنا، وبالتالي، نكتشف الإنسانية التي توحدنا مؤكداً أن الإنسان ما زال يكتشف وجهات نظر جديدة نقف مذهولين أمامها، فالتاريخ مرآة نرى أنفسنا من خلاله.
من جانب آخر تحدثت المنسّقة العامة في المكتبة الوطنية الفرنسية كاثرين هوفمان وكذا المنسّق العام ونائب المدير في مكتبة سانت جنفياف فرانسوا ناو روكي، قائلين: إن المعرض يبدأ بثلاث أدوات وأعمال فنية من القرن السابع عشر: كرة سماوية، وكره أرضية، والكرة ذات الحَلَق أرضية، وهي نموذج تضع الأرض في مركز الكون، من خلال تلك الأنواع الثلاثة من المعروضات، سيكتشف الزائر كيف نشأت هذه الرؤية للعالم وتطورت ليس فقط من السفرات عبر قرون من الزمن وحضارات متعددة، بل أيضاً عبر تجارب وملاحظات تتعدد ما بين الرياضيات والفلسفة وقد تم تعرض هذه المجسمات الكروية إلى جانب العديد من الوثائق والمعروضات الأخرى التي تسلط الضوء على سياقها الزمني والمكاني واستخداماتها ورمزيتها من العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
نبذة عن متحف اللوفر أبوظبي
متحف اللوفر أبوظبي هو متحف فني بُنيَ في مدينة أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة. قام المهندس المعماري الفرنسي جان نوفل بتصميمه. وتمّ افتتاحه في 8 من نوفمبر 2017 كما افتتح أبوابه للزوار في 11 من نوفمبر 2017، وأنشأ المتحف الذي عُقدت النية لبنائه بموجب الاتفاقية الموقّعة بين مدينة أبوظبي مع الحكومة الفرنسية، والمتداولة لمدة ثلاثين عاماً على مساحة تصل لـ 24 ألف متر مربع تقريباً في جزيرة السعديات، وذلك بتكلفة تُقّدر ما بين 83 و 108 ملايين يورو. وفقاً لمسؤولي المشروع فإن هذا المتحف سوف يكون معرضاً للآثار الفنية الآتية من جميع أنحاء العالم والهدف الأساسي من المشروع هو أن يكون حلقة وصل بين الفن الشرقي والفن الغربي. قد تسبب موضوع كيفية استفادة متحف اللوفر في باريس من هذه الاتفاقية لمجادلات ساخنة في العالم الفني.