ناقشت اثنينية الذييب مصطلحي الدين والتدين من حيث التعريف بهما وبحث إشكالية الفهم والتطبيق لهما، واستضاف حمود الذييب الدكتور جلال الدين محمد صالح، الأستاذ دكتور بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، للحديث عن هذا الموضوع، والذي قدم شرحاً تفصيلياً للفرق بين الدين في حد ذاته وبين تدين الفرد والتزامه بتعاليم الدين الذي يتبعه.
وذهب الدكتور جلال إلى أن التيارات الإلحادية وكذلك تلك التي تتبع الديانات الدنيوية فضلاً عن الأديان السماوية المقدسة جميعها تشترك في فكرة اتباع الفرد المؤمن بها لمجموعة من الأوامر والنواهي. وضرب جلال الدين المثل بالفيلسوف الألماني كارل ماركس، الذي كان يعرف الدين على إنه من ابتكار الإنسان لحاجته إلى اللجوء لقوة كبيرة يشعر معها بالأمان. ومع ذلك فإن كارل ماركس نفسه كان يؤمن باليوم الموعود في نهاية الدنيا. وبالتالي ذلك يعني أنه حتى مع الإلحاد فإن الإنسان يبقى متبعاً لدين ما «حتى وإن كان هذا الدين هو اللا دين». على حد تعبير الدكتور جلال صالح.
وذكر صالح خلال المحاضرة عدداً من النماذج الحقيقية للتفريق بين الدين والتدين، حيث قدم لمحة حول تعامل المسيحيين مع الدين المسيحي بعد ان رفع الله عيسى بن مريم وكيف أن التحريف في الدين أدى إلى تدين المسيحيين واتباعهم لشكل محرف من الدين وهو ما نتج عنه خروج تيارات مخالفة لتعاليم الكنيسة في ذلك الوقت ومن هنا حدثت الكثير من الانقسامات.
كما ذكر أن مظاهر الغلو في حب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هو أحد مظاهر انحراف التدين، وكذلك فكرة التشيع من أصلها حتى وصلت لما يسمى بولاية الفقيه الآن.
في نهاية المحاضرة قدم حمود الذييب درعاً تكريمياً للدكتور جلال الدين صالح على محاضرته القيمة.