ميسون أبو بكر
كان دور الإعلام منذ وقت بعيد هو الدعوة للسلام واحترام الآخر، فهو منصة للحوار ومخاطبة الأفكار والمشاعر، في المملكة على سبيل المثال بدأت الصحف على أيدي أدباء نهضوا بها، لذلك سميت صحافة الأفراد، والذين أسسوا إعلاما مثقفا واعيا فيه الكثير من القيم الإنسانية والمعايير الثقافية، بينما كانت الوسائل الأخرى ترفض هذه اللغة الإعلامية التي تنهض بها الأمم.
في الزمن الذي نعيش فيه صراعا وحربا تدور رحاها على مساحات واسعة من خارطة عالمنا العربي، وحربا الكترونية أخرى فإنه لا بد لنا أن نعتبر الإعلام رأس حربة، وسلاحا فاعلا في هذه الصراعات التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات (قذرة) لبث سمومها، وإطلاق رصاصات مطاطية من الجهات المختلفة، حيث تخلق منها منصات إعلامية لا مهنية لها ولا ميثاق.
لا بد أن نراهن على الإعلام ونوقف نظرتنا التي تقلل من شأنه ولا تعترف بأثره، فإذا عدنا لنقرأ التاريخ لوجدنا أن ما كان يطرحه الإعلام في المجتمعات كان صحيحا.
الإعلام يبني الدول ويشكل وعي المجتمع، فهو يتحمل مسؤولية اجتماعية ووطنية، وما تمر به الدول اليوم يجعل على كاهل الاعلام واجبا كبيرا ويحمل الإعلامي مسؤولية أمانة المهنة، وبراعة الأداء ثم التخصص في مجال يلم بكل تفاصيله، فلا بد أن تنقشع اليوم من المخيلة مقولة إن الإعلام مهنة من لا مهنة له، وأن الإعلامي مجرد صورة وأناقة ظاهرية بعيدا عن المحتوى الثري الذي يملكه والثقافة الواسعة والبحث والإعداد الجيد.
الإعلام الجاد الواعي هو الذي لا يستخدم كأداة تضليل كما قناة الجزيرة التي فقدت مصداقيتها ومهنيتها واستخدمها شياطين الإنس لإشاعة الفوضى والإخلال بالأمن، وإن إعلامييها مأجورون بيد من يقاتل الأمن والاستقرار في المنطقة.
الإعلام حمامة السلام الوحيدة التي بقيت وسقط كل من حاول شيطنة الإعلام والإعلاميين، وهو الذي نعول عليه كثيرا في زمن الحرب والسلم.
الإعلام الذي يمثل المملكة اليوم لا يقتصر على حدود وسائل الإعلام التقليدي بل تعداه للإعلام الالكتروني بكل وسائله، وتمثل بصور مشرقة تمثلتها مؤسسات وجهات مختلفة شكلت منظومة إعلامية مشرفة مثلت المملكة في الخارج والداخل لتكون أمثلة حية على أرض الواقع.
تحية الإعلام المسافر ما بعد الحدود، الذي يحمل رسالة إنسانية صادقة تقرب ولا تفرق، وتنشر ثقافة السلام لا تحركها شياطين الشر.