زكية إبراهيم الحجي
تعد مواقع التواصل الاجتماعي من أحدث منتجات تقنية الاتصالات وأكثرها شعبية لما تمتلكه من خصائص تميزها عن المواقع الالكترونية الأخرى مما جعلها الأكثر انتشاراً على شبكة الإنترنت.. وشجع على الإقبال عليها بشكل متزايد من كافة أنحاء العالم وقد امتد هذا التطور التقني إلى الحياة السياسية.. ففي الوقت التي تتسارع فيه الأحداث وتتدفق فيه المعلومات بشكل تراكمي كبير يجعل من الصعب التحكم فيها.. احتلت مواقع التواصل الاجتماعي موقعاً متميزاً ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات المتعلقة بالسياسة كذلك دورها في سياق إبداء الآراء في القضايا والموضوعات المختلفة بحرية منضبطة وغير مسبوقة.. فازدادت شعبيتها وازداد مشاركوها لتصبح جزءًا من تاريخ التغيير السياسي والاجتماعي ولتنقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة وتكون منبراً للتغيير ومحركاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً مقابل تراجع الإعلام التقليدي حتى أنها فرضت واقعاً جديداً أمام القادة والسياسيين وصناع القرار فاستُخدمت من قبلهم كمنصات للتواصل والحوار المشترك والالتفات إلى آراء واحتياجات عامة مواطني مجتمعاتهم.
ورغم الدور الايجابي الذي تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي والقائم على ثقافة الحوار واتساع مساحة النقاش ونشر الخبر في أقل وقت ممكن وعرضٍ للمعلومة المفيدة إلا أنه يتحول في بعض الأحيان إلى منبر للتراشق وتعميق الشروخ الاجتماعية والسياسية وقد يعود هذا الأمر إلى سوء استخدام هذه الوسائل من قبل البعض.
ومن نافلة القول بأن مواقع التواصل الاجتماعي غدت عاملاً مؤثراً في تنمية الوعي السياسي وتكوين قيم واتجاهات سياسية لدى الكثير كما أنها أسهمت في نشر الثقافة الوطنية وفي تعزيز روح وقيم وفضائل انتماء الأفراد للوطن والهوية والأرض والتاريخ.
وبفضل التقنية الحديثة ووجود المنصات الإعلامية المتنوعة والمتعددة ومواكبة التغيرات الدبلوماسية والسياسية لم يعد الإعلام مركزياً بل أصبح إعلاماً غير محدود كماً وكيفاً.. يؤدي أدوراً عديدة داخل المجتمعات منها ما هو اجتماعي كالتعليم والتثقيف والتوعية بالإضافة إلى دوره السياسي وتأثيره على أجندة صناع القرار في أي دولة من دول العالم باعتباره مصدراً لآراء ومواقف أفراد المجتمع وتطلعاتهم ما جعلها تؤخذ بعين الاعتبار لدى أصحاب القرار وصناع السياسة.. وبالتالي تسهم في بناء نظام اجتماعي أكثر انفتاحاً وشفافية وإدراكاً للمسئولية.. يقول مدير الإعلام بالخارجية الأمريكية السيد «ريتشارد بوانجان» زرت بلداناً عديدة حول العالم وتعلمت أن التنوع يحمل الكثير من القوة وأن التفاهم المتبادل أمر أساسي لاكتساب هذه القوة والتفاهم القائم على الحوار والنقاش والاحترام المتبادل للآراء..ويضيف قائلاً «قادة العالم لم يعد أمامهم من خيار سوى الإنصات إلى عالم التواصل الاجتماعي.. فهذا العالم الجديد أحدث تغيرات عظيمة في المفاهيم».