خالد الربيعان
في السبعينات من القرن الماضي خرج علينا المتحدث باسم أحد الرعاة الرسميين لـ«الفيفا» بعبارة «سنعلن عبر كرة القدم بالشراكة مع «فيفا»، علامتنا التجارية ستكون في كل دولة وفي كل تلفاز، الفيفا تفوز، ونحن نفوز»، كان هذا بداية الاستثمار الحقيقي في كرة القدم بشكل احترافي، وبالتالي شاهد العالم أول رعاية رسمية لكأس العالم.
والآن وقبل أيام قليلة جداً اعلنت شبكة BBC عبر تقرير صحفي عن شيء ربما يحدث لأول مرة، وهو أن تكون «الفيفا» شريكاً في بطولة بنسبة 51 % فقط، والباقي يتم توزيعه على مستثمرين! بالفعل هناك تحالف دولي اختار الاستثمار مع «الفيفا» في بطولات كرة القدم، ذكر التقرير أن هذا التحالف يضم مستثمرين من الخليج العربي والصين والولايات المتحدة، يشاركون في الاستثمار ببطولتين جديدتين تحت مظلة «الفيفا»!
كأس العالم للأندية.. بطولة ضعيفة تسويقياً الآن.. تضم 7 أندية فقط، ما رأيكم لو أصبحت تُقام كل 4 سنوات مثل كأس العالم، ويشارك فيها 24 نادياً! فكرة جبارة أليس كذلك؟! أما عن البطولة الأخرى فهي دوري أبطال الأمم، أو nations league، وهي فكرة بسيطة لكن عبقرية، المباريات الودية التي تقوم بها المنتخبات الدولية حول العالم في فترات التوقف وقبل البطولات الكبيرة، ماذا لو أطلقنا بطولة لهذه المنتخبات، بطولة رسمية من «فيفا» لها رعاة ومستثمرين وتضخ أرباح ومداخيل لـ«الفيفا» ولاتحادات هذه الدول، وأيضاً تستفيد منها المنتخبات في الوقوف على مستواها الفني..
بطولتان جديدتان بتمويل قوامه 25 مليار دولار!! رقم مرعب، مقدم من هذا الصندوق الذي وراءه كيانات شرق أوسطية وآسيوية، سيوسع كأس العالم للأندية ويجعلها بطولة ضخمة قيمة، وأيضاً دوري أبطال الأمم الذي أتوقع له في ظل هذا التمويل أن يشابه دوري أبطال أوروبا في قوته وتجمع الناس أمام الشاشات لمتابعته!
ماذا عن كأس العالم؟ أعضاء «الفيفا» من رؤساء اتحادات الدول سيجتمعون قبل المونديال الروسي بعد شهر من الآن، وفيه ستتم مناقشة خطة زيادة عدد المنتخبات في كأس العالم لـ48 منتخباً! معنى هذا حقوق بث أكبر، رعاة أكثر، مداخيل أعلى، حضور جماهيري أكبر، وفرص لمشاركة منتخبات في كأس العالم أكثر من السابق.. وهي فرصة ذهبية لهذه المنتخبات!
ماذا يحدث في كرة القدم؟ إنه ما نقوله وننادي به على مدى سنوات! إنها صناعة، ومن لا يرى ذلك الآن عليه أن يرى وأن يستعد، خريطة الكرة العالمية على وشك التغيير وهذا المرة التغيير قوي وكبير.. والأهم من كل ذلك أنه في صالحنا، ويمكننا أن ندخل تحت مظلته.. ونبدأ العمل!
صلاح.. وصيام الإنجليز!
ماذا حدث في الآنفيلد أول أمس؟!.. جنون امتد إلى العالم كله، أصبح لا حديث للجميع سوى عن صلاح، ظاهرة عالمية وصلت إلى وضع الكثيرين من رموز كرة القدم اسمه بعد مباراة روما مقترناً بلقب الكرة الذهبية كأفضل لاعبي العالم، صلاح بتسجيله هدفين وصناعته اثنين آخرين لأول مرة في تاريخ دوري الأبطال: أصاب الإنجليز بالجنون، إلى الحد الذي انتشرت فيه عبارة « أن صلاح لو استمر هكذا سيكون سبباً في صيام الإنجليز معنا شهر رمضان القادم»!
ظاهرة محمد صلاح ليس لها أسباب في نظري سوى أن لهذا الأمر «بُعْد قَدَرِي».. لا نعلم عنه سوى الظاهر منه.. بينما هناك تفاصيل دقيقة كـ«لاعب عربي.. له لحية.. يسجد عند الاحتفال.. اسمه محمد.. صيته يمتد لأعلى مستوى عالمي» بالتأكيد وراء هذه التفاصيل شيء..لا أعلم ما هو تحديداً. لكنه شيء جميل.. جميل فعلاً..لأبعد حد!