علي الصحن
الميثاق في لغة العرب: هو القانون وما يتعاهد عليه رسمياً شخصان أو أكثر، وهو أيضاً رابطة تتألف من أجل عمل مشترك، واستخدام ميثاق الشرف بين مجموعة معينة يعتمد على الاعتقاد بأنه يمكن الوثوق بها ليتصرفوا بشرف. والذين يخالفون الميثاق (العهد) قد يعرضوا إلى عقوبات مختلفة بحسب ما هو مقرر بينهم، أو بحسب النظام الذي اتفقوا على العودة إليه عند حدوث أي إخلال في الميثاق، ويينتهي الميثاق في حال اتفقت أطرافه على ذلك، أو انتهى الغرض الذي نشأ من أجله.
في فترات سابقة وقع القائمون على الأندية السعودية على عدة مواثيق شرف، قد يكون الاتفاق شفهياً (كلمة رجال) وقد يكون مكتوباً، قد يكون خاصاً بمواضيع معينة بين الأندية، وقد يكون موسعاً شاملاً لكافة التعاملات التي تجمعها، وبشكل دائم يكون الميثاق برعاية السلطة الرياضية وهو ما يمنحه صبغة الرسمية ويضفي عليه أهمية إضافية فوق الاعتبارات التي يضعها الناس للميثاق ونظرتهم لمن ينقضه.
أخيراً أعلن رئيس نادي النصر المكلف أن ناديه لن يلتزم بالميثاق الذي اتفقت عليه الأندية منتصف الموسم الجاري، ثم تبعه رئيسا الهلال والأهلي، ثم كتب معالي المستشار تركي آل الشيخ تدوينة في تويتر قال فيها: (ميثاق الشرف جاء بطلب من رؤساء الأندية ومن لا يرى في ذلك مصلحة له فهو حر التصرف والقرار... وجوده كان لأجل تخفيض عقود اللاعبين بعد وصولها لأرقام فلكية، والحفاظ على استقرار المنتخب قبل كأس العالم... ميثاق الشرف حيوحشنا).
هنا من المؤكد أن أكثر من سيستفيد من إيقاف ميثاق الشرف هو اللاعب، معالي المستشار كان واضحاً وهو يقول إن وجود الميثاق كان لأجل تخفيض عقود اللاعبين، ومن المؤكد أن العروض والمزايدات ستطل برأسها من جديد، وربما تعود أسعار اللاعبين إلى الصعود من جديد، وقد تندفع الأندية في البداية، فتجدد عقود لاعبيها بمبالغ مرتفعة، أو توقع مع لاعبي أندية أخرى بما يفوق ما يتقاضونه في أنديتهم... ثم ماذا: ربما تضرب كفاً بكف وهي تجد أنها قد بالغت بالصرف دون وجود مبررات فنية كافية، أو خشية ردة فعل المدرج عند رحيل اللاعب، أو كسب صوته عند استقطاب آخر.
على الأندية أن تتعلم من دروس الماضي، وأن تضع حداً معيناً لفاتورة الاحتراف لديها، الخروج من ميثاق الشرف، لا يعني الدخول في التزامات مالية لا قبل للأندية بها، وقد لا تكون قادرة على الإيفاء بها مستقبلاً مما يدخلها في نفق الشكاوى والعقوبات من جديد، وعليها أن تتعلم من دروس الماضي، فكم من لاعب وقع معه النادي بمبالغ مرتفعة، ثم عجز عن تسويقه أو مخالصته وظل يدفع رواتب شهرية للاعب لا يقدم أي شيء.
الخروج من ميثاق الشرف، لا يعني الخروج من الأنظمة واللوائح التي تحكم الاحتراف بشكل خاص والمنافسة بشكل عام، وعندما يتم الالتزام بها من الجميع، وعندما تعرف الأندية مصالحها وحقوقها والتزاماتها جيداً، لن يكون هناك حاجة لميثاق الشرف، ولن تكون هناك أي مشاكل تجعلنا نندم على طي صفحته.
أمام الأندية وبالذات الكبيرة منها تحديات مختلفة خلال المرحلة المقبلة، فيما يتعلق باختيار لاعبيها الجدد... المحليون منهم والأجانب، غني عن القول إن الخيارات لم تكن على المستوى الذي يطمح له الجميع، رغم الوعود الباذخة التي كانت تقدمها الأندية لأنصارها، واليوم وبعد تغريدات رؤسائها سينتظر المدرج أن تتحول الوعود إلى أفعال، وأن يشاهد كل ما ومن يتمناه في فريقه، والمتابعون يريدون موسماً مختلفاً ودورياً قوياً ومنافسين أشداء على كل الألقاب... وإنا لمنتظرون.