فهد بن جليد
كاميرات الهواتف الذكية ستتمكَّن قريباً من رؤية (ما وراء الجدران) بفضل تقنيات استشعار يتم تجربتها الآن بحسب ما أعلنه أساتذة التقنية بجامعة غلاسكو، ونشره موقع Aplhr حول إطلاق هذه الثورة التقنية في وقت وشيك للغاية، عندما تعتمدها شركات الهواتف المحمولة وتدشّنها مع أي إصدار قادم، مما يعني مزيداً من التعقيدات حول انتهاكات الخصوصية التي نتعرض لها بسبب سوء استخدام كاميرات الهواتف الذكية في الأماكن العامة، وعند التقاط الصور العادية, فكيف ستبدو الأمور مع التقنية الجديدة؟ التي يبدو أنَّها خدمة خاصة لأغراض التصوير في الظلام الدامس وسط الصحاري ورحلات السفاري أو أثناء الضباب الكثيف، بينما الاستخدام الأكثر المتوقع لها سيكون داخل المدن، عندما تنتشر في أيدي المُراهقين (كموضة) وصرخة تقنية جديدة، قد تحتاج لمواجهاتها بحزمة قوانين عالمية جديدة تحد من خطورتها وسوء استخدامها لاختراق خصوصية وحياة الآخرين.
العالم ما زال يُتابع المعركة القضائية المُحتدِّمة بين جماعة (بيتنا الأمريكية) المعنية بحقوق الحيوان وعلاقته بالبشر، وبين المصور البريطاني ديفيد سلاتر، حول أحقية الأخير في نشر صورة سيلفي التقطها قرد من نوع ناروتو لنفسه، من خلال كاميرا تركها المصور في محمية دون رقابة، رغم أنَّه تم الاتفاق بين الطرفين على استقطاع 25 في المئة من الإيرادات المتوقّعة من نشر الصورة في كتاب لصالح حماية هذه القرود المُهدَّدة بالانقراض، وهذه ليست سوى حادثة واحدة لنوعية هذه القضايا المُعقدة المُتعلّقة بحقوق انتهاك الخصوصية لحيوان، مما يعني أنَّنا أمام سيل من القضايا المُحتملة بين البشر لو اشتعلت معارك انتهاك الخصوصية التي نتعرض لها ليلاً ونهاراً من الاستخدام الخاطئ لكاميرات الهواتف الذكية وزرعها في كل مكان لتسجيل الحوادث والمناسبات وتوثيقها, دون إذن من أصحاب الشأن أو الأشخاص الذين قد يظهرون في الصورة لاحقاً.
وفقاً لموقع (إنفو تريندس) التقط في نهاية العام الماضي نحو 1.2 تريلون صورة رقمية، أي ما يُعادل 160 صورة لكل إنسان يعيش على سطح الأرض، وهو رقم كبير ومُخيف سيتضاعف حتماً في السنوات اللاحقة مع ثورة التقنيات القادمة، ممَّا يعني مزيداً من معارك المواجهة بين التقنية وانتهاك الخصوصية، ما لم تزداد التوعية والرقابة الشخصية وفق أخلاق الأفراد، أكثر من العقاب بالقانون.
وعلى دروب الخير نلتقي.