د. خيرية السقاف
حين يأخذك الغبار إلى المصحة, يسجيك المعالِج, أو يجلسك, ثم يضخ لرئتيك هواءً نقياً مضمخاً ببلسم يسمح لرئتيك أن تتنفساً, ثم يدربك على الطريقة المثلى للتنفس, أن يكون شهيقك عن الأنف, وزفيرك من الفم, ثم تذهب تسترخي وأنت تكرّر الشهيق, والزفير بالطريقة الصحيحة فتشعر بتمدد الرئتين, براحة نَفَسَك وهو يذهب عميقاً دون تعثر لجوفك, وربما أيضاً تشعر بدبيب ما في رأسك, وبصفاء طارئ يعتري بصرك, بل تنشط للحركة, وتأتيك حيوية طارئة تُبهجك فقد تخلصت من غبار الغبار, وذرات الذي حمله هواء استنشاقك بطريقة خاطئة, وتركه في صدرك, ثم غادر نقياً..
الآن هو يُعمِّر رئتيك نفَساً نقياً, ثم يودعهما بهدوء حاملاً بقاياه السالبة خارجاً عنك..
هذه التلقائية في وظيفة أعضائك التي - شاء الله- لك أن تكون وسيلة ضمن كل وظائف جسمك لأن تكون سليم العافية, صحيح الجسد, صافي الذهن منعماً بالعافية, يهديك إليها تدريب يسير من المعالج على طريقة التنفس الصحيح..
ويذهب المتفكر في هذه المواقف في موسم الغبار إلى التفكير في كل شاردة, وواردة تأخر الإنسان كثيراً عن تدريب ذاته, وصغاره على اتباعها بطريقتها الصحيحة فلم تكن تؤدي وظائفها كما ينبغي..
كم ترانا أغفلنا طبيعة الخلق فينا, فمرضنا, ومرضت مع الأجساد نفوسنا, وعقولنا حين لم نوظّف مقدراتنا لتعمل وظائفها بطبيعتها في تلقائية كما هي الفطرة فيها؟
وقياساً فليعرض الإنسان طرائقه في التعامل مع ما أعطاه الله في نفسه, ومسلكه, ومقدرات ما حوله..
يا للإنسان, ما أقساه على الطبيعة حتى في نفسه!!..