مها محمد الشريف
الصور الجميلة التي تنطوي عليها نفس الإنسان ترتبط بحياته، وعلى الخصوص بما يتحقق من آماله وأحلامه وتكون أكثر ضمانة، وقريبة من الحقائق التي يقبلها النظام الاجتماعي بمنطق الدولة، في حين أن الفرد نال قسطا وافرا من الاهتمام والعناية، في أجواء رفيعة وسامية ميزتها التآلف والتقارب بين الشعب والقيادة.
وهذا التآلف أكسبه الثقة والشعور الآمن المستقر وارتبط بالحضارات والثقافات والشعوب والدول التي تتفق في السلام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وعلى هذا الأساس يكون الكسب الحقيقي.
فإذا أعدنا ترتيب العلاقة بين الثقافات نرتقي إلى سلم المعرفة ونستثمر التاريخ القديم والحديث وما يربط بينهما، فقد عرف الغرب الثقافة العربية الإسلامية ومنطقها وعلومها واكتشافاتها وابتكاراتها، ولحسن الحظ أنهم حافظوا على هذا الإرث من الزوال وأصبحوا بفضله مختلفين تطورت علومهم على أساسه فكان تأثير الحضارة الإسلامية المزدهرة عليهم كبيراً وعلامة مضيئة في تاريخهم.
وهكذا فإن تاريخنا حافل بالمنجزات ومنذ القدم كانت الشراكة قائمة بين بلادنا والولايات المتحدة وأوروبا فأتت الاتفاقيات الكبيرة مع الشركات العالمية تتويجاً لهذه الشراكة والثقة، وتحقق التعاون على كافة الأصعدة بما فيها مشروع القدية الضخم الذي سيثمر عن نقلة حضارية عظيمة، وهو التدليل على أن أرضنا صالحة للاستثمار، فقد جاء الأمل بمعية رؤية 2030 التي تواكب طموحات المسؤول والمواطن. بل هي أكثر من ذلك.
عندما اتجهت الأنظار نحو مشروع ضخم يقدر بالمليارات ينتمي بالتأكيد إلى مجموعة اقتصاديات مزدهرة تحقق منها ما كان مفقودا، أما الشيء الجاذب للانتباه هو الجهود المبذولة من الدولة -رعاها الله - والاستراتيجية التي اعتمدتها وحجم التطور الملموس حيث سيدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشروع القدية الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية الجديدة في المملكة يوم الأربعاء الموافق 9-8-1439هـ الموافق 25-4-2018م، والتي سيتم إنشاؤها غرب العاصمة السعودية، الرياض. تاريخ ممزوج بعبقرية شابة وعقلية فذة.
تلك هي الاعتبارات لمشروع ينافس عالميا على أكبر مساحة لمدينة ترفيهية بالعالم، فإن الشواهد تثبت للتاريخ السير قدما نحو المستقبل بخطى ثابتة، وسيكون تعزيزها بوضع حجر الأساس لهذا المشروع كمعلم حضاري ومادة ثرية بالنسبة لوسائل الإعلام.
إلى جانب ذلك، حضور حشد كبير من كبار المسؤولين المحليين والدوليين، وعدد من كبار المستثمرين وممثلي الشركات الإقليمية والدولية المتخصصة، فالكل سيقوم بالمهام وإظهار تطلعاتهم ومعدلات الاستثمار ورأس المال الحقيقي من القوة البشرية التي يحتاجها العمل بداية من أعمال البنية التحتية في المشروع والمقرر الانتهاء من مرحلته الأولى في العام 2022.
إن العقول المتفتحة قادرة على خلق المقياس العادل لجميع الأشياء، فتاريخ المملكة العظيم الذي أسسه المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يرتكز على قاعدة صلبة تأسست عليها الدولة، ليصبح لها الأثر البالغ في إنشاء ثقافة وحضارة تعزز مزيدا من الإنجازات، وفي حضرة هذه التقنية المذهلة نستطيع الإشادة بالجهود الكبيرة بسواعد شباب هذا الوطن الغالي لتحقيق مصلحته ونهضته الكبرى بشهادة دول العالم ومفكريها وقادتها.