عبدالواحد المشيقح
لم نعهد من إدارات الهلال.. سوى الحرص على توفير الأجواء الصحية المستقرة لكافة أنشطة النادي.. وإدارات الهلال كانت ولا تزال يضرب بها المثل في (الحكمة) عند اتخاذ قراراتها.. وهي إدارات أبوابها مفتوحة للجميع.. وتواصلهم مُستمر مع من حولهم.. يسيرون في مضمار التنافس الرياضي بثقة (البطل) الواثق من نفسه.. والمؤمن بقدراته.. ولذلك لا يلتفون للوراء.. ونظرتهم دائماً تجاه الأمام تحت أي ظرف كان.. ولم تكن إدارات الهلال تبحث عن تصاريح مُثيرة.. تُبنى على أهازيج روابط المُشجعين.. لتكسب من وراءها رضا المُدرج وتعاطفه.. ولم تنزلق ذات يوم خلف من يُريد إخراج الهلال من المُنافسة داخل الملعب.. فمن يجرؤ على الهلال.. لا يكون الرد عليه إلا ببطولة..!
الكثير من الأندية تنظر بعين (الحسد) إلي الوضع الهلالي (المثالي) الذي قاده لنيل أوفر البطولات وأثمنها.. فالهلاليون عاشوا الانتصارات والبطولات بكل أشكالها.. وهي من جعلت الفريق زعيماً للأندية بعدد إنجازاته.. ووفرة نجومه.. وكثافة جماهيريته.. فالأجواء الصحية والمثالية.. هي من جعلت الهلال زعيماً عن غيره..!
لكن الرئيس الهلالي (الجديد) سامي الجابر يُريد أن يُخالف تلك القاعدة.. بكثرة ظهوره الإعلامي.. فأحاديثه لا تعدو كونها أصبحت مادة دسمة لهواة الصيد في الماء العكر.. وممن يبحثون عن الزلات.. وكثرة الظهور والأخذ والرد.. لن يجني الهلال من ورائه سوى أنه سيُعمي الأبصار الهلالية عن مُستقبل فريقهم.. فكثرة الكلام والرد لن يُفيد سوى بعثرة الأوراق.. وتشتيت الجهود.. وإلقاء الكثير من الضغوطات على كاهل الإدارة واللاعبين قبل أن يبدأوا موسمهم.. فالوقت الآن ليس وقت ردود وظهور إعلامي.. بقدر ما هو وقت عمل وتخطيط للمستقبل..!
يجب أن يُدرك (سامي) أن الهلال أكبر من أن يرد على هذا أو ذاك.. وأن يعلم (الجابر) بأن الترشيد بالتصريحات أهم من كثرتها.. وأن الحديث بالملعب أفضل وبمراحل من الحديث خارجه.. والعمل بمبدأ الصمت حكمة ضروري بل ومطلب.. فالهلال هذا مبدأه وسار عليه طوال تاريخه.. وفي نهاية كل موسم يكشف الزعيم ببطولاته للجماهير (الواعية) من هو الخاسر إعلامياً وميدانياً.. ويترك المُتباكين في بكائهم..!
المرحلة القادمة للهلال مرحلة مُهمة.. تحتاج أن يُوحد الهلاليون صفوفهم.. وأن يكون الشمل الهلالي مُلتفاً حول ناديهم.. وتحتاج إلى التخطيط والعمل بطريقة مُمنهجه وواضحة.. واختيار القُدرات والكفاءات التي تحتاجها المرحلة الجديدة.. وما عدا ذلك فلا يؤكل عيشاً..!
حزم القصيم..!
عودة الحزم إلى الدوري المُمتاز لم تكن مُفرحة لجماهيره فقط.. لكنني أعتقد بل وأجزم أن ذلك خبر سعيد لكل جماهير القصيم.. قبل جماهير الفريق نفسها.. فصعود الحزم ملأ كُل الوجوه سعادة وفرحاً..!
فرياضة القصيم اكتمل جمالها ورونقها.. بعودة فارس الرس لموقعة بين الكبار.. لقد عاد الحزم ليزرع البسمة على شفاه جماهير صبرت طويلاً.. عاد الحزم ليُعيد أمجاده.. ويُسعد عشاقه.. ويُحقق أحلام جماهيره.. !
ظروف عدة غيبت الحزم عن اللعب مع الكبار.. حتى أن البعض كان يرى صعوبة إن لم يكن استحالة عودة الفريق من جديد.. فعادة الفرق التي تهبط للدرجة الأولى تصعب عودتها.. لكن الحزم عكس القاعدة.. وأكد أنه فريق لا يؤمن بها.. ولا تنطبق عليه سوى قاعدة التفوق والتضحية والإبداع..!
مبروك لنا بالحزم ومبروك لكرة القدم السعودية عودة فريق يُجبرك على احترامه.. مبروك لكل بطل من أبطال هذا الفريق الكبير.. مبروك لإدارة الحزم.. مبروك لأعضاء شرفه الداعمين الذين لم يتخلوا عن ناديهم.. وهذا كان أحد أهم أسباب عودة الفريق للساحة.. وهنيئاً لكل حزماوي ومزيداً من التألق في المُستقبل..!