الحمد لله على نعمه الكثيرة.. فقد أنعم علينا سبحانه بالكثير من النعم.. صحة وأمن ورغد عيش.. والإنسان مهما طال به الزمن مآله إلى الموت... ولهذا فقد اعتاد الناس على بعض الخصال الحميدة عندما يتوفى شخص من العائلة باستقبال المعزين في منزلهم ولمدة ثلاثة أيام.. هذه المدة تتاح فيها الفرصة للأقارب والجيران والمحبين للأسرة، وكذا المتوفى رجلاً كان أو امرأة.. وهذه الأيام الثلاثة المحددة لاستقبال المعزين كافية لإتاحة الفرصة لمن لم يتمكن من الصلاة على المتوفى لأي سبب للحضور ومشاطرة العزاء.
وهذا فيه خير للمتوفى الذي تتضاعف عليه ومن أجله الدعوات بالمغفرة والرحمة من قبل المعزين، ولأهله الذين يمنحهم وجود المعزين بينهم شيئاً من الطمأنينة والراحة النفسية مما يقلل من وقع المصيبة عليهم.
وقد درج الكثير من الناس - وهذا إجراء في نظري سليم جداً - على تحديد فترة العزاء واستقبال المعزين من بعد صلاة العصر وحتى الساعة العاشرة مساءً، وهذه فترة كافية ومناسبة للجميع.. فلا تثقل على أهل المتوفى بالمرابطة وقتاً طويلاً.. وتساعد المعزين في أداء واجب العزاء في وقت مناسب.
ولكن الشيء المؤسف جداً ما ذهب إليه بعض الناس مؤخراً وعلى نطاق ضيق بتضمين الإعلان عن الوفاة والمكان الذي سيتم الصلاة فيه، وكذا مكان الدفن.. إعلان مفاده (التعزية في المسجد والمقبرة).
وهذا شيء مؤسف جداً وكأن أهل المتوفى يريدون نسيانه تماماً، وبهذا الأسلوب حرموا أنفسهم وميتهم من الدعاء والترحم عليه من جموع المعزين الذين يتوافدون عليهم لتقديم واجب العزاء..
أيها الإخوة أعيدوا النظر في موقفكم من متوفيكم.. ولا تنسوهم بهذا الأسلوب المستهجن غير المحبب لكثير من الناس.. ولا تحرموا أنفسكم وميتكم من الدعاء والأجر.. ففضل الله واسع والدعاء هو أفضل ما يُقدم للمتوفى بعد رحيله عن هذه الدنيا الفانية..
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين وأجبر مصائب الجميع.. وأحسن الخاتمة إنك سميع مجيب الدعاء..
هذه فكرة أردت طرحها لعل فيها فائدة للبعض علهم يقلعون عن طلب العزاء في المسجد والمقبرة.. ويحدد في مكان تجتمع فيه الأسرة كما هو مألوف بعد صلاة العصر وحتى الساعة العاشرة مساءً من أيام العزاء الثلاثة..
والله نسأل للجميع الرحمة والمغفرة.
** **
- وكيل إمارة منطقة القصيم