د.دلال بنت مخلد الحربي
الموقف الإنساني للممثلة اليهودية الأمريكية ناتالي بورتمان التي تحمل الجنسية الإسرائيلية ، يقدم درساً لكثير من الإعلاميين ومشاهير العرب بما فيهم الممثلين المنجرفين وراء التطبيع مع إسرائيل، رغم أن الدولة العبرية لم تقدم إلى اليوم أي تنازل في سبيل إحلال السلام في المنطقة.
فهدة الممثلة على شهرتها الكبيرة، وعلى جاذبية مبلغ الجائزة التي كانت ستمنح لها، وفوق كل ذلك أصولها اليهودية، تنحاز إلى الحق وترفض أن تتحصل على جائزة من كيان تعامل مع شعب أعزل بطريقة لا إنسانية وبقسوة ووحشية، لا يفعل ذلك إلا من كان يملك داخله حساً إنسانياً دون تحيز إلى لون أو عرق أو دين.
هذه الممثلة تذكرنا بحوادث أخرى لغربيين غير مسلمين وقد تصدوا للجور الإسرائيلي وأعربوا عن تعاطفهم مع الفلسطينيين، ورغم قلتهم إلا أنهم يعبرون دون شك عن صوت عدد كبير قد لا يجد الوسيلة المناسبة للتعبير عن موقفه من معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الصهيوني وتعسفه ورفضه لكل الحقوق المشروعة لابناء الأرض والإصرار على عدم الاستجابة لإحلال السلام العادل في المنطقة.
إن موقف الممثلة ناتالي التي قد تعاقب في القريب من قبل الدوائر الصهيونية يقدم أن الإنسان إذا آمن بمبدأ أو قضية فإنه لن يتردد في المضي في إعلان موقفه دون خوف أو وجل ودون وضع حسابات لما قد يعترض سبيله أو يعرقل مسيرته، فما بالك بهذه الممثلة الهوليودية المشهورة والناجحة، وهي تعبر عن تعاطفها ورفضها للتعامل الجائر ضد فئة الفلسطينين غير عابئة بما قد يحصل لها من جراء هذا الموقف، ونحن نعرف من الذي يسيطر على هوليود.
إنها الإنسانية حين تكون الدافع وراء المواقف لا يعبأ صاحبها بالنتائج التي تنتج فيما بعد.