الجزيرة - خاص:
تسير المملكة العربية السعودية بخطى متسارعة على طريق التنمية والبناء متبعة أفضل المعايير الحضارية، ومسترشدة بأنضج التجارب العالمية في شتى ميادين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فتجاوزت بإنجازاتها عدداً من الدول، ونافست دولاً أخرى تُصنّف في قائمة الدول المتقدمة من خلال عدد من المؤشرات ومعايير التنافسية العالمية التي تلعب دوراً محورياً في استراتيجيات التطلع الاستثماري عابر الحدود.
وقد عزز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-هذه النظرة الإيجابية تجاه المملكة والاستقرار الذي تشهده نتيجة لموجة الإصلاح والتشريعات التي أعادت هيكلة النظم الإدارية بطريقة أكثر فاعلية وشفافية بما ينسجم مع متطلبات المراحل القادمة من انفتاح المملكة على العالم على كل المستويات.
وفي سياق هذا المناخ الإيجابي جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع؛ ليرفد مسيرة العطاء بمزيد من القوة والطموح والجهد الذي لا يعرف الاكتفاء، ولا يقف عند حدود الإنجاز إلا ليتخطاه إلى الإنجاز التالي. فمنذ أن تولى مهامه وضع النقاط على الحروف ورسم مستقبل المملكة الواعد وأطّره بالرؤية السديدة 2030، موزّعاً مراحل التنفيذ الزمنية وأدوار كافة الجهات المعنية من خلال خطط وبرامج التحول الوطني التي ستفضي في النهاية إلى تحقيق تفاصيل رؤية المملكة2030.
وفي سياق ذلك جاءت زيارات سمو ولي العهد إلى معظم الدول الكبرى للتباحث وعقد الصفقات والشراكات معها بحثاً عن الفرص الثمينة التي تعود بأكبر مردود على المملكة على المدى القريب والبعيد. وحوّل مفهوم التعامل مع هذه الدول إلى نظرية التكامل وتقاطع المصالح المشتركة؛ فاجتذب أضخم الرساميل من كافة القطاعات للاستثمار في المملكة من خلال التأكيد على شفافية المعايير والموثوقية المسؤولة وجدوى الفرص الواعدة.
إلى ذلك شهدت المملكة - خلال الأعوام القليلة الماضية، وتركز معظمها العام الفائت - إطلاق العديد من المشاريع التنموية الضخمة ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية، والتي صنف بعضها كأضخم المشاريع على مستوى العالم؛ لما خُصص لها من استثمارات ضخمة تخطت 2,5 تريليون ريال.
«نيوم» أضخم مشروع سعودي
يُعد مشروع نيوم أضخم مشروع سعودي يمتد بين ثلاث دول وهي «السعودية، ومصر، والأردن»، ويتم تمويله بنحو 500 مليار دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة، ومستثمرين محليين وعالميين. ويقع المشروع شمال غرب المملكة، على مساحة 26,500 كم2، ويطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، ويحيط به من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر. ويهدف المشروع إلى الارتقاء بقطاعات الطاقة، والمياه، والزراعة، والصناعة، والتعليم، والصحة، والإعلام، والنقل، عبر استحداث تقنيات ذكية وفقًا لأحدث المعايير العالمية؛ للارتقاء بالمستوى المعيشي للأفراد. ويأتي مشروع «نيوم» في إطار التطلعات الطموحة لرؤية2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة.
«القِدِيّة» أكبر مدينة ترفيهية في العالم
ويهدف المشروع إلى إقامة أكبر مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية على مستوى المملكة والعالم أجمع، في منطقة «القِدِيّة» الصحراوية، على مساحة تبلغ 334 كم، وتقع على بُعد40 كم من وسط الرياض. ويضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر أساسه هذا اليوم، وتفتتح المرحلة الأولى منه عام 2022. وقد أسهم صندوق الاستثمارات العامة في تنفيذه كمستثمر رئيس بجانب مستثمرين محليين وعالميين. وتبلغ التكلفة التقديرية للبنية التحتية للمشروع 30 مليار ريال، ويتضمن المشروع أربع قطاعات رئيسة، وهي: الترفيه، ورياضة السيارات، والرياضة، والإسكان والضيافة.
وتكمن أهمية المشروع في جذب المواطنين إلى السياحة الداخلية، وخفض نسبة إنفاقهم على السياحة الخارجية التي تجاوزت قيمتها 76 مليار ريال خلال العام الماضي فقط، فضلًا عن تنويع مصادر الدخل عبر رفع نسبة عوائد قطاع السياحة، وإنعاش كل من قطاعي العقارات والمقاولات، وخلق الآلاف من فرص العمل الجديدة للمواطنين داخل المدينة.
«جدة داون تاون»
أعلن صندوق الاستثمارات العامة في سبتمبر من العام الماضي عن تدشين مشروع جدة داون تاون الذي يركز على إعادة تطوير الواجهة البحرية وسط كورنيش جدة؛ لتصبح ضمن أفضل100 مدينة على مستوى العالم من حيث التجارة، والسياحة، والمسكن، والترفيه، وذلك بتكلفة إجمالية تُقدر بـ 18 مليار ريال. ويُقسم المشروع إلى منطقة مخصصة للأنشطة الثقافية كالمتاحف، وأخرى لأنشطة الأعمال والابتكار، فيما يتم تخصيص مساحات بأكملها لخدمة أهداف التجارة والتسوق، وأخرى للترفيه والأنشطة الرياضية، علاوة على المناطق السياحية التي تتضمن بناء الفنادق والمنتجعات، إضافة إلى منطقة الشاطئ والنشاطات البحرية. وتبلغ مساحة المشروع الإجمالية 5,2 مليون متر مربع، ويتوقع أن يوفر نحو 36 ألف فرصة عمل. كما يضم المشروع مسطحات بنائية على مساحة تزيد عن 5 ملايين متر مربع، وتشمل 12 ألف وحدة سكنية، تستوعب نحو 58 ألف نسمة.
«البحر الأحمر» وجهة سياحية عالمية
أطلق صندوق الاستثمارات العامة في أغسطس من العام الماضي مشروع البحر الأحمر السياحي العالمي الذي يهدف إلى تطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة. ويبلغ حجم المشروع 34 ألف كم مربع، من المقرر وضع حجر الأساس له خلال الربع الثالث من عام 2019، على أن تنتهي مرحلته الأولى في الربع الأخير من 2022.
قطار الحرمين بين مكة والمدينة
دشن خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز- في نوفمبر من العام الماضي- مشروع القطار السريع الذي يربط بين مكة والمدينة، مرورًا بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بطول يمتد إلى450 كم، ويقطع مسافته بسرعة 300 كم في الساعة. ويعد القطار من أهم المشاريع التنموية التي تشهدها المملكة، كما يُعد أضخم مشاريع النقل العام في الشرق الأوسط؛ إذ تبلغ تكلفته الإجمالية أكثر من 1.5 مليار ريال. ويهدف المشروع إلى تسهيل حركة المسافرين، خاصة في مواسم العمرة والحج، وتستغرق رحلته المباشرة من مكة إلى المدينة المنورة120 دقيقة فقط، وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون راكب سنويًا؛ ويعتمد على تشغيل 35 قطارًا بسعة 417 مقعدًا للقطار الواحد. ويتضمن المشروع خمس محطات للركاب في كل من: المدينة المنورة، ومدينة جدة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومكة المكرمة.
«مترو الرياض» الأسرع في العالم
«مترو الرياض» من أضخم مشاريع البنية التحتية، وسيكون كأسرع قطار في العالم مع مزايا أخرى، أبرزها أنه بدون سائق، كما أن تصميم العربات جاء مناسباً للمناخ الحار في المملكة، وبنيت العربات بمواصفات خاصة لتحمل درجات حرارة تتفاوت بين 5 درجات تحت الصفر و50 درجة مئوية، مع حماية من الرمال وبسرعة قصوى تصل إلى 80 كلم بالساعة، وسوف تكون بستة ألوان. بالإضافة إلى أن عمل المسارات والسكك سيكون بشكل أوتوماتيكي يخفف من الضجيج، كما سيتم استغلال استخدام المكابح لتحويلها إلى طاقة كهربائية. يذكر أن 40% من خط سير «مترو الرياض» سيكون من تحت الأرض ولن يعيق حركة المواصلات. وسيبلغ عدد العربات عند افتتاح المشروع 202 عربة قطار، تكون قابلة للزيادة مستقبلاً الى 338 عربة، وستبلغ الطاقة الاستيعابية اليومية للعربات من الركاب عند افتتاح المشروع 1.16 مليون راكب يومياً، قابلة للزيادة إلى 3.6 ملايين في المستقبل.