«الجزيرة» - خاص:
بمساحتها الشاسعة، وتناثر المشاريع التنموية الضخمة على امتداد خارطتها احتاجت المملكة العربية السعودية إلى شبكة من الطرق، توازي النهضة، تأخذ بيدها وتسير بها في دروب المستقبل.
وبنظرة ثاقبة تجاوزت الحاضر إلى المستقبل بدأ العمل في تعبيد الطرق منذ عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- حين أنشئت مصلحة الأشغال العامة والمعادن وكانت تابعة لوزارة المالية وتعنى بشؤون الأشغال العامة بما فيها الطرق؛ وذلك في عام 1372هـ (1953م) لتنطلق واحدة من أروع مسيرات البناء في العصر الحديث، ما نتج عنه ملحمة خطت على كامل جغرافيا المملكة طولاً وعرضاً، وعلى الرغم مما تحقق حتى الآن فإن للقصة بقية وللملحمة أسطر لم تخط بعد.
أطوال الطرق في المملكة
تبلغ أطوال الطرق التي نفذتها وزارة النقل أكثر من 66 ألف كيلومتر صُممت استناداً على مقاييس عالمية لربط المدن الرئيسة بعضها ببعض مع إمكانية التوسع في المستقبل لخدمة حركة النقل الكثيفة فيما بينها.
وتعد الطرق السريعة التي تقوم الوزارة بتنفيذها والإشراف على صيانتها من أهم المشاريع، حتى بلغ مجموع أطوالها أكثر من 5 آلاف كيلومتر في كافة مناطق المملكة.
وتعمل الوزارة على تطوير عدد من الطرق المفردة التي يبلغ طولها أكثر من 49 ألف كيلومتر لتصبح مزدوجة تدريجياً حيث يبلغ مجموع أطوال الطرق المزدوجة حالياً أكثر من 12 ألف كيلومتر، إلى جانب الطرق الترابية الممهدة التي يبلغ طولها نحو 144 ألف كيلومتر.
ولوزارة النقل دور كبير في تنفيذ العديد من الطرق الدائرية والجسور في بعض المناطق والمدن، إلى جانب إتمام العقبات في المناطق الجبلية التي تكثر في جنوب المملكة. إضافة إلى إنفاذ وصيانة الطرق الداخلية التي تربط مدن ومحافظات المنطقة الواحدة وتصل المنطقة ببقية المناطق.
ويندرج تحت مشاريع الطرق الرئيسة والسريعة تنفيذ الطرق الثانوية التي تتفرع من هذه الطرق وتخدم مختلف النواحي المأهولة من بلدات وقرى وهجر.
الطرق الدائرية حول المدن
أنشئت الطرق الدائرية حول المدن لتسهم في التنقل السريع وتم تزويدها بعدد من التقاطعات والطرق المحورية أدت إلى نقل حركة السيارات العابرة إلى خارج المدن وبذلك تلاشت الضوضاء وقل التلوث إلى حد كبير .
أنظمة النقل الذكية
تسعى وزارة النقل بنشاط لتطبيق أنظمة النقل الذكية على الطرق التابعة لها لتعزيز السلامة على الطرق وتحسين إدارة الحركة المرورية. وفي هذا الصدد تم الانتهاء من مخطط التوسع والتكامل لأنظمة النقل الذكية في المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2011 لقد قام هذا المخطط بتحديد الإطار المعماري لتطبيقات أنظمة النقل الذكية لوزارة النقل وبتحديد مشاريع أنظمة النقل الذكية على طرق وزارة النقل في المملكة التي يمكن تنفيذها في المستقبل.
الطرق السريعة
نفذت الوزارة العديد من الطرق السريعة في مختلف مناطق المملكة وهي طرق محكمة المداخل والمخارج مكونة من عدة مسارات ومزودة بجميع وسائل الأمان.
صيانة الطرق
تولي الوزارة صيانة الطرق اهتماماً كبيراً لإيمانها العميق أن صيانة الطرق والمحافظة عليها لا تقل أهمية عن تنفيذها بهدف المحافظة على مستوى أداء الطرق وتأمين السلامة لمستخدميه حيث يخضع أكثر من (60.000) كم من الطرق المسفلتة للصيانة العادية والوقائية.
ويتم سنوياً فحص الطرق وتحديد ما تحتاج إليه من صيانة من خلال مسح شامل يحدد أوضاع طبقات الرصف الإسفلتية ويوضح مستويات الأضرار ومدى انتشارها باستخدام أجهزة حديثة تعمل بتقنية الليزر، كما يتم عمل مسح شامل لتحديد أوضاع المنشآت لإيجاد مقياس عددي يعبر عن حالة المنشأة ومسح شامل لتحديد أوضاع العناصر غير الرصفية لتحديد مستوى أدائها وتحدد حالة عناصر الطريق من خلال معايير توضح حالة طبقات الرصف وأخرى تحدد حالة المنشآت ومعايير للعناصر غير الرصفية.
وتسعى الوزارة إلى تطوير أداء أعمال الصيانة والتشغيل وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة للتعرف على مشكلات الطرق وتقييم تأثيرها على كل طريق ومستخدميه، إضافة إلى التعرف على مستقبل حالة الطرق.
كم يبرز نظام التصوير الرقمي المتحرك للطرق كأحد أهم الأساليب المستخدمة في الصيانة ويهدف هذا البرنامج إلى توفير البيانات الخاصة بعناصر الطرق غير الرصفية كاللوحات الإرشادية والخطوط المرورية والعلامات الكيلومترية للطرق وتقييمها وتحديد العناصر التي تحتاج إلى صيانة عن طريق جمع البيانات وصور لها وتحديث قاعدة البيانات الخاصة بها في الوزارة.
وتشتمل أعمال صيانة الطرق بشكل عام على العديد من المهام والنشاطات مثل إصلاح الأضرار التي تتعرض لها الطرق وتنظيف كامل المساحة الواقعة داخل حدود حرم الطريق بما فيها منشآت التصريف وإزالة كل ما يؤثر على سلامة مستخدمي الطريق أو يسبب تشويه المنظر العام للطريق أو عرقلة حركة المرور عليه كما تشتمل أعمال صيانة الطرق أيضاً على مراقبة وملاحظة الطرق طوال الوقت والاستجابة لأي حدث طارئ بدون تأخير وتشتمل الطرق على عناصر مختلفة تصنف إلى ثلاث فئات وهي طبقات الرصف ويقصد بها طبقات الطريق الإسفلتية والترابية.
المنشآت وتشمل الجسور والأنفاق والممرات السفلية والعبارات والجدران الاستنادية وحماية الطريق.
العناصر غير الرصفية وتشمل عوامل السلامة على الطريق مثل الدهانات والعواكس واللوحات والحواجز الواقية والأسيجة وأحرام الطريق.
وهناك صيانة معدات الطرق والسلامة الذي يهدف إلى تأمين قطع الغيار وإصلاح معدات الوزارة التي تعمل في فتح وتمهيد الطرق الترابية، ومسح وتقييم الطرق والمنشآت وصيانة المعدات الخاصة بها، وصيانة محطات وزن الشاحنات - وصل عدد المحطات التي يتم تشغيلها حالياً حتى نهاية عام 1436 - 1437هـ إلى (71) محطة ثابتة و(190) محطة متنقلة، ويحقق برنامج مراقبة أوزان الشاحنات فوائد عديدة، أهمها الحد من مخاطر الحمولات الثقيلة، وتقليل تأثيرها على الطرق.