عبدالله العمري
يبدو أن الأندية السعودية ستعود من جديد لدوامة الديون والمشاكل المالية التي عانت منها كثيراً في السنوات الأخيرة، وهي المشاكل التي حرمت فريقي النصر والاتحاد من استخراج الرخصة الآسيوية بسبب ما يعانون من مشاكل مالية، ومن يشاهد لغة التحدي التي أطلقها رؤساء النصر والهلال والأهلي فيما بينهم عبر حساباتهم الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعية عن سعيهم وبقوة لكسب أي لاعب يريدونه من الأندية المنافسة لصفوفهم، وكانت الشرارة الأولى انطلقت من حساب سعود آل سويلم رئيس نادي النصر، بعد أن أعلن انسحابه من ميثاق الشرف الذي أبرمه رؤساء أندية دوري المحترفين السعودي في وقت سابق مع معالي المستشار تركي آل الشيخ.
والقضية هنا ليست بإعلان الانسحاب من ميثاق الشرف، الذي أساساً لوجود له في أنظمة ولوائح الاحتراف بـ«الفيفا» إنما هو اتفاق جنتلمان تم بين رؤساء الأندية السعودية وذلك من أجل الحد من ارتفاع أسعار اللاعبين السعوديين التي وصلت إلى أرقام فلكية جداً لا توازي ما يقدمه اللاعب السعودي من عطاء فني ضعيف جداً.
وما يحدث حالياً من إعلان تحد بين رؤساء الأندية السعودية المسماة بالكبيرة سيكون بكل تأكيد الكاسب الأكبر منه هو اللاعب السعودي، وستعود الأرقام الفلكية للظهور من جديد مع لاعبين لا يقدمون العطاء الفني المطلوب منهم، ولكن الفرصة جاءتهم على طبق من ذهب، في ظل التنافس الكبير الذي سنشهده بين الأندية صاحب النفوذ الجماهيري والإعلامي القوي لكسب توقيع أي لاعب.
ومع الارتفاع المتوقّع في عقود اللاعبين السعوديين في الفترة المقبلة، ستعود الأندية السعودية من جديد لدوامة المشاكل المالية والديون التي أرهقت خزائنها كثيراً، ومع الوقت ستكبر وتتفاقم ديون الأندية والضرر سيكون على الكرة السعودية.
لنكن واقعيين بشكل أكبر وأوسع فمشكلة الأندية السعودية الأزلية هي في الطريقة التي تدار فيها من قبل أشخاص هواة وبعيدين عن العمل الاحترافي المبني على أنظمة ولوائح واضحة وصريحة، فكل رئيس يأتي لكرسي الرئاسة يبرم صفقات بعقود مالية أكبر من مداخيل النادي الفعلية والثابتة، وعلى الرغم من التجديدات والغربلة الكبيرة التي قام بها معالي المستشار في إدارات الأندية السعودية مؤخراً، إلا أنه في اعتقادي لم يتغيّر شيء فبدايات الرؤساء الجدد غير مبشرة وستعود الأندية معهم فيما يبدو لنقطة الصفر من جديد، وفي النهاية ستجد الأندية نفسها تدور في نفس محيط الديون والمشاكل المالية التي عانت منها سابقاً، فمن ينشد التغيير لا بد أن يحضر فكر إداري جديد قادر على انتشال الأندية من وضعها الحالي، أما أصحاب الفكر المبني على سنخطف لاعبكم وسنشتري اللاعب الذي نريد، فحتماً سيعيد أنديتنا للخلف سنوات ولن تتقدم معهم الأندية أبداً.