فهد بن جليد
إلزام المواطنين السعوديين العاملين في القطاع الخاص من الجنسين بارتداء الزي الوطني -الثوب والشماغ أو الغترة للشباب والملابس المُحتشمة وغير المُلفتة للفتيات- أظنه يؤسس لمرحلة جديدة وهامة في مجال توطين الوظائف مع الحفاظ على هويتنا الوطنية، حتى نفخر أكثر بانتمائنا ونستشعر الحس الوطني في كل وقت، فارتداؤه أثناء العمل يعطي شعوراً بالفخر والانضباطية في السلوك والمُعاملة والانتماء والمسؤولية, والفضل يعود للأمير خالد الفيصل الذي أطلق مشكوراً (الخطوة الأولى) التي نتطلع أن تعمَّم -بإذن الله- على بقية مناطق المملكة، أسوة بمنطقة مكة المكرمة التي تعد واجهة البلاد للزوار والمعتمرين والحجاج، فالتجارب المُشابهة في بعض الدول الخليجية المُجاورة ناجحة بكل المقاييس، وأنت تُشاهد أبناءها يستقبلونك ويؤدون عملهم بكل أريحية وفخر واعتزاز، فهم يرتدون زيهم الوطني في الفنادق والشركات والمولات والأسواق ونحوها, ممَّا يخلف انطباعاً حسناً ورائعاً عند الموظف والعميل على حد سواء، ويعكس صورة حسنة عن ثقافة وهوية البلاد وأهلها.
توجيه أمير منطقة مكة المكرمة (سيُسقط) المُبرِّرات الواهية، بأنَّ ارتداء الزي الوطني يعيق الحركة وسهولة العمل, وله انعكاس سلبي على إقبال الزبائن وترددهم وخوفهم من التعامل مع الشاب السعودي، وسيفتح صفحة جديدة ليتصالح شبابنا مع الزي الوطني ويرتدونه أثناء العمل في القطاع الخاص، ونتصالح نحن (كمُجتمع وزبائن) معهم وهم بهذا المظهر الجميل والمُريح، حتى لا يكون هناك أي حجة لأصحاب العمل أو المُشرفين عليه بفرض أزياء خاصة أو ملابس مُحرجة وغير مُناسبة لشبابنا وفتياتنا، ولعلنا هنا نستذكر أيام زمان عندما كان كل من يعملون في الأسواق يرتدون الزي الوطني -حتى من غير السعوديين- لم يكن الثوب حينها عائقا أمام التحميل والتنزيل لدى بعض الجنسيات، فكيف يبدو الأمر وشبابنا يمارسون أعمالا خفيفة وبسيطة.
زينا الوطني سهل وغير مُعقد مثل بعض (الثقافات الأخرى)، والدليل أنَّه يغري كثير من المُقيمين بيننا على ارتدائه بسبب الشعور بالراحة والأناقة والأصالة، فهو يعكس الهوية الوطنية للمُجتمع ككل, ويُعزز الانتماء الوطني عند الفرد، ويبعث على التفاؤل والأمل في عيون من يراه، ومن فوائد ارتدائه أنَّ العامل أو الموظف السعودي لن يكون مُلزماً للتخلص من الزي الخاص بالعمل، ليعود لارتداء الثوب والشماغ عند انتهاء الدوام، مما يعطي مساحة أسرع وأوسع للتفاعل مع بقية اليوم ومناسباته الاجتماعية دون الحاجة لتغيير الملابس، وهو ما يلغي أي نظرة تقلل من قيمة ومكانة العاملين في القطاع الخاص, نقول للأمير خالد شكراً، ولشبابنا وفتياتنا ثقوا أنَّكم أجمل في عيوننا, وأنتم تعكسون قدرة الشباب السعودي بالزي السعودي على النجاح.
وعلى دروب الخير نلتقي.