«الجزيرة» - علي بلال:
أكّد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي أن رؤية المملكة 2030 أولت حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى لما لحمايته من دور محوري في تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، مبيّناً أن رؤية الوزارة تستهدف الوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة..
وقال في كلمته لدى افتتاحه أمس ورشة العمل الدولية عن مكافحة التصحر والإدارة المستدامة للمناطق الجافة المقامة بالرياض والتي ابتدأه بترحيب بالمختصين والخبراء وممثلي المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث الوطنية والدولية الذين قدموا من بلدان عديدة للمشاركة وإثراء هذه الورشة العلمية الدولية بما لديهم من خبرات وابتكارات وأفكار وآراء والمساهمة في نقاشاتها ومحاورها التي تتناول جوانب متعددة حول سبل وتقنيات تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في المناطق الجافة وهي مواضيع على قدر كبير من الأهمية ليس للمملكة ولكن لكثير من الدول في المنطقة وحول العالم.
وذكر أن الوزارة أعدت برنامج المملكة الخضراء الذي يهدف إلى بناء القاعدة المعرفية اللازمة والإطار التنفيذي لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، كما أطلقت الوزارة عدة مبادرات لتنمية الغطاء النباتي ومن ضمنها مبادرة تنمية الغابات والمواقع الشجرية والتي تهدف إلى زراعة 10 ملايين شجرة وإعادة تأهيل الغطاء النباتي في مساحة 60 ألف هكتار بنهاية عام 2020 وتقتصر هذه المبادرة على استخدام الأنواع النباتية المحلية مع استخدام مصادر المياه المتجددة مثل استخدام تقنيات حصاد الأمطار ومياه الصرف المعالجة للمحافظة على مصادر المياه.
وأضاف الفضلي أن الوزارة أنهت إعداد إستراتيجية المراعي والتي تهدف إلى الإدارة المستدامة للموارد الرعوية من خلال خفض الضغط على المراعي وتنمية الغطاء النباتي في المراعي والتحول إلى الأنماط الحديثة في تربية المواشي ورفع كفاءة الإنتاج الحيواني، كما تعمل الوزارة على تطوير المتنزهات الوطنية في كافة مناطق المملكة لتكون مراكز للتنوّع الأحيائي وإيجاد متنفس لأفراد المجتمع ودعم السياحة البيئية، كما أطلقت الوزارة من خلال الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة العديد من المبادرات لتعزيز الرقابة على الالتزام البيئي وخفض التلوث وتوسيع نطاق خدمات الأرصاد.
من جانبه قال وكيل الوزارة للبيئة المشرف العام على تنظيم الورشة الدكتور أسامة فقيه إن الورشة تتضمن أربعة محاور علمية رئيسة الأولى إعادة تأهيل المراعي والغابات في المناطق الجافة والإدارة المستدامة لها، والمحور الثاني التقنيات المبتكرة لزراعة النباتات المتحمّلة للملوحة واستخدام الموارد المتجددة في تنمية الغطاء النباتي، والمحور الثالث عن التقنيات وأفضل الممارسات العالمية في مكافحة التصحر في المناطق الجافة، والمحور الرابع يناقش آثار التغير المناخي على التصحر ووسائل التكيّف معه.
وأشار إلى أن الورشة تتضمن 9 جلسات علمية يشارك فيها 39 متحدثاً يمثّلون 18 دولة، كما يتضمن البرنامج ثلاث جلسات عصف ذهني بالإضافة إلى 22 بحثاً علمياً ستعرض في قسم المعلقات، كما يشارك في الورشة 27 عارضاً من الشركات المتخصصة ومراكز الأبحاث ومقدمي الخدمات والجمعيات البيئية.
وقال وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد العيادة إن التصحر يعتبر واحداً من المشكلات التي تواجه المملكة، وإن شح الموارد المتاحة في المملكة وما يرتبط بها من قطاع إنتاجي يجعل مكافحة التصحر وإدارة القطاع الزراعي بصورة مستدامة تحد من التحديات التي يجب أن توضع له خطط وبرامج وإستراتيجيات تساهم في معالجة هذه المشاكل.
عقب ذلك دشَّن وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي شعار الورشة على خارطة العالم، معلناً بذلك انطلاق فعاليات الورشة وجلساتها ثم افتتح المعرض المصاحب للورشة وتجول في أروقته واستمع إلى شرح من القائمين على المعارض المشاركة من داخل المملكة وخارجها.