الجزيرة - محمد الغشام:
التقى معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمر في الرياض مؤخرًا وفد الفاتيكان برئاسة نيافة الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار، وعضوية البشوب ميغيل ايوسوا والأب خالد عكاشة. وتم في هذا الاجتماع استعراض مسيرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وقال ابن معمر: إن زيارة نيافة الكاردينال توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان والوفد المرافق له إلى المملكة العربية السعودية، واستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، يأتيان تأكيدًا لأهمية الدور القيادي العالمي الذي تقوم به المملكة لترسيخ قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومكافحة التطرف والإرهاب. وبيَّن ابن معمر جهود المملكة الحكيمة لبناء تحالفات عربية وإسلامية وعالمية في مجالات متنوعة بهدف بناء السلام، وتعزيز التفاهم والتعايش والتسامح. مشيرًا إلى ما أعلنته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- من خططها الطموحة التي تضمنتها رؤية المملكة 2030م، ومساراتها المتنوعة لمشاريع محلية وإقليمية وعالمية للحوار والتعايش وبناء السلام عبر إنشاء مركز الملك سلمان العالمي للسلام، والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، ومركز الحرب الفكرية جنبًا إلى جنب مع استمرار دعمها في إنشاء مركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة. وأشاد معاليه بما تقوم به رابطة العالم الإسلامي بقيادة معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى لبناء شراكات عالمية لتعزيز المشتركات الإنسانية، وخصوصًا في ترسيخ العلاقة مع الفاتيكان بإنشاء لجان مشتركة لتعزيز المشترك الإنساني. وهذه الجهود المتنوعة أصبح لها تأثيرها العظيم وتقديرها من قِبل صانعي السياسات في المنظمات الدولية والدول التي تسهم في بناء السلام والتعايش.
وأكد ابن معمر أن المملكة العربية السعودية صاحبة المبادرة في تأسيس المركز العالمي للحوار في فيينا بالشراكة مع جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا وعضوية الفاتيكان كعضو مؤسس مراقب. وقد أسفرت هذه الشراكة عن تأسيس مركز دائم للحوار، وإقامة مشاريع مشتركة لتعزيز المشترك الإنساني في مناطق متعددة من العالم، وخصوصًا ما يسهم في تعزيز التعايش واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشتركة في مناطق متعددة من العالم بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم. وقد حقق المركز نجاحات متعددة لإنشاء منصات للحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا وفي الدول العربية.
من جانبه، أثنى نيافة الكاردينال جون لويس توران على التاريخ العميق بين مركز الملك عبدالله للحوار في فيينا والفاتيكان والدور الريادي الذي قامت به المملكة لتأسيس المركز كمنظمة دولية للحوار العالمي. وأضاف الكاردينال: «نحن أصبحنا الآن أكثر من مجرد أصدقاء، بل نحن إخوة. وأعتقد أنه ينبغي أن نظهر التعايش والعمل وبناء العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، وهو أمر أراه ممكنًا».
وقال نيافته: «إذا نظرنا إلى التاريخ، عندما عاش المسلمون والمسيحيون في وئام، فإن العالم قد تغير، وخُلقت حضارات عظيمة. الآن علينا أن نعرض ونعلّم الجيل الشاب أن التعددية ليست تهديدًا، فهي ثراء».
وأشار الأسقف أيوسو إلى تعاون الفاتيكان مع المركز في فيينا على مدى السنوات الخمس الماضية، قائلاً: «لقد شاهدت من خلال الأنشطة المختلفة على مستويات مختلفة، وفي مختلف القارات، ومنصاته المتميزة الأربعة: في أوروبا (برنامج اللاجئين)، ومنصتي منطقة إفريقيا: (جمهورية إفريقيا الوسطى، ونيجيريا)، ومنصة آسيا (ميانمار)، ومنصات المنطقة العربية المتنوعة، التي توجها المركز مؤخرًا بإطلاق (المنصة العربية للحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين)؛ للمساهمة في العيش المشترك ومكافحة التطرف والكراهية، وتأسيس إطار عمل بغية تعزيز التفاهم واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشتركة». مشيرًا إلى أننا نتعاون جميعًا على العمل معًا في تأسيس شبكة من المنظمات والهيئات التي تتواصل وتنسق وتعمل مع بعضها حتى نتمكن من تحقيق عالم أفضل. وجهود رابطة العالم الإسلامي ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والمجلس البابوي للحوار ستحقق النجاح المأمول لترسيخ العيش المشترك.