«الجزيرة» - المحليات:
استقبلت المكتبة السعودية -مؤخراً- كتاب «الأمير محمد بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.. أمة في رجل»، الذي يوثق مسيرة أحد رجال تأسيس الدولة الأبطال، وهو شقيق وعضيد الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -رحمهما الله-، ويتكون الكتاب الذي ألفه مجموعة من الباحثين، خمسة فصول تناولت على التوالي: نشأة الكيان الكبير، عطاء بلا حدود، دور الأمير محمد بن عبدالرحمن الفيصل في تأسيس الكيان الكبير، ومواقف وبطولات سجلها التاريخ، وعبق من كلمات الملوك والأمراء عن الأمير الراحل، وأخيراً عبق كلمات تاريخية من العلماء والوزراء وأهل الفكر والثقافة.
وقال ابنه الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود في تقديم الكتاب: كان حلمي كابن بار عندما فكرت في إصدار الكتاب عن الوالد الأمير محمد بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وقد تجاذبنا فيض مشاعر الخوف والحماس والحب، ولكن أكثر ما تجاذبنا فكرتين. إحداهما الخوف من ظلم الأمير وعدم إعطائه حقه من الإنصاف في ذلك الكتاب المزمع تأليفه. أما الفكرة الثانية -والحديث للأمير بندر- فهي كيف سيستقبل الناس هذا الكتاب، خصوصاً أنه عن شخصية لم يكتب عنها، إلا القليل رغم مكانتها العالية في تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية.
وأشار سموه إلى أنه: قد ملأني تنازع الفكرتين بالقلق وأطار النوم من عيني وراحة البال من نفسي. وقال: ماذا لو أصدرنا الكتاب وكان دون الأمير الفارس أو ماذا لو لم يستقبله الناس بما يستحق. وزاد: توكلنا على الله وأصدرنا الكتاب وقد استقبل بترحاب وحفاوة بالغين من الملوك والأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والدبلوماسيين والعسكريين وغيرهم. وحقيقة الأمر أن الكتاب كان يحمل أسباب نجاحه بين دفتيه. ومن أسباب نجاحه الأسلوب الذي كتب به، فالكلمات بدت وكأنها منتقاة بدقة، والجمل قصيرة، ومليئة بالحياة، وأتت الجمل مناسبة لكل حرف نتناوله. وبيّن سموه أنه إذا تحدث الكتاب عن شجاعته أو عن معاركه تكاد تلك الجمل أن تتقد ناراً من قوتها. وإذا تحدثت عن عطفه وحلمه عادت لتكون أرق من النسيم، وألطف من الورد الندي. وشدد سموه على أن من أسباب نجاح الكتاب إنه لم ينجرف مع العاطفة رغم الحب العميق الذي يكنه لوالده، وجاء الأسلوب رغم الحب عقلانيا واتبع المنطق في معالجة كل عنوان ورد في الكتاب، وعرضت شخصية الأمير بتجرد كامل. يشار إلى أن الكتاب يتضمن بين دفتيه مواقف عظيمة بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأخيه الأمير محمد، من أبرزها جهادهما لتوحيد الجزيرة العربية، وخاصة ما حدث عام 1318 في معركة استرداد الرياض الذي تم في الخامس من شوال عام 1319 بعد أن زحف الملك عبدالعزيز وأخيه إلى عاصمة البطولات والتاريخ متعاهدين على تحقيق الهدف.
كما تضمن الكتاب ردودا من الملوك والأمراء في المملكة والخليج والدول العربية، وعدد كبير من العلماء والمسئولين والدبلوماسيين، حول الإصدار، والإشادة به، وبالدور البطولة للأمير الراحل محمد بن عبدالرحمن الفيصل. وزين الغلاف الخلفي للكتاب قصيدة للأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز يقول فيها:
«يا عتيقة عزك دفناه بالعود
في جانب البطحاء بحرف المسيلة».
وهي القصيدة التي منها:
«عضيد أخو نورة خطير على الزود
حلحيل شيال الحمول الثقيلة.
إن جاء نهار الكون ماشال بارود
ما يضرب إلا بالسيوف الصقيلة».