الجزيرة - المحليات:
ودَّع عشاق التراث وزوار قلب الشارقة النسخة السادسة عشرة من أيام الشارقة التراثية، وضربوا موعدًا مع فعاليات وبرامج جديدة في نسخة العام المقبل بكل الفرح والمحبة والبهجة. وأسدل الستار على الأيام التي زارها أكثر من 270 ألف شخص من داخل وخارج الدولة، من باحثين وإعلاميين ومختصين ومهتمين بالتراث، أمضوا 14 يومًا متنقلين في رحلات جميلة وشيقة بين مختلف الفعاليات في قلب الشارقة، إضافة إلى افتتاحات خارجية، بلغ عددها 12 موقعًا في مختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة. وجاءت النسخة السادسة عشرة تحت شعار «بالتراث نسمو»، وشارك فيها أكثر من 600 شخص من خبراء وباحثين وكتّاب وإعلاميين من أكثر من 31 دولة من مختلف بلدان العالم، ومشاركة 18 جهة حكومية.
وقال الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للأيام: لقد شكلت فعاليات الأيام مشهدًا بانوراميًّا مميزًا وجاذبًا، ولا يمكن لزائر الأيام إلا أن يعرج على كل المواقع والأماكن والأركان والساحات متنقلاً من موقع إلى آخر، فمن البيئات الإماراتية بكل ما فيها من تنوُّع وثراء، كالبيئة الجبلية والبيئة البحرية والبيئة الزراعية، إلى قرية الحرف التراثية، إلى الساحات التي تعج بأداء الفرق الشعبية، ومسرح الأيام، والمقهى الثقافي حيث المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية، ومجلس الخبراء التابع لمركز التراث العربي الذي قدَّم الكثير من المحاضرات والندوات التي لاقت تفاعل الحضور بشكل لافت، إلى فعاليات ضيف الشرف «جمهورية التشيك»، وفعالياتها الجميلة، والمعارض الأربعة التي يقدمها معرض زايد، إضافة إلى معرض (ماضٍ وذكريات من تراث السعودية والإمارات)، ومعرض (صقلية معالم وشواهد)، ومعرض (كلية الفنون الجميلة - جامعة الشارقة)، وغيرها الكثير.
وأضاف المسلم: «منذ اليوم الأول لافتتاح أيام الشارقة التراثية من قِبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونحن نعيش حالة خاصة من التفاعل مع كل حدث، ومع كل خطوة في الأيام، وتنقلنا خلال الأيام في مناطق ومدن وقرى عدة في الشارقة؛ فكنا في ساحة التراث بقلب الشارقة، وفي المنطقتين الشرقية والوسطى، ترجمة لتوجيهات سموه بأن نكون حاضرين في مدن ومناطق الشارقة كافة، نقدم كل ما هو إضافي وجديد من عناصر ومكونات التراث، وفعاليات وأنشطة جديدة، تلقى الترحيب والإعجاب والمتابعة من قِبل الزوَّار وعشاق التراث».
وأشار المسلم إلى أنه في كل يوم كنا نلمس تزايدًا في أعداد الزوار، ونلحظ الدهشة والتقدير والإعجاب بما يشاهدونه؛ إذ نحرص على تقديم ما هو جديد، ويستحق المتابعة، إضافة إلى الاستمرار في التعريف بالتراث الإماراتي، واستقبال الضيوف من كل العالم لتعميق وتعزيز التجارب والخبرات، وتبادل المعلومات والمعارف فيما يتعلق بكيفية صون التراث وحفظه ونقله للأجيال؛ إذ تجاوز عدد الزوار 270 ألفًا من داخل وخارج الدولة، أُتيحت لهم الفرص الكاملة؛ كي يتعرفوا على التراث المحلي والعالمي بمختلف عناصره ومكوناته في مكان واحد، هو أيام الشارقة التراثية؛ الأمر الذي يثلج صدورنا، ويؤكد لنا مدى عشق الجمهور للتراث، ويشير إلى أننا نجحنا في مهماتنا التي تتطلب دومًا المزيد من النجاحات، والبناء عليها، والإضافة لها؛ فطموحنا وجهودنا المستندة إلى توجهات ورؤى صاحب السمو حاكم الشارقة مستمرة من أجل ترجمتها على أفضل وجه، وهو ما نسعى إليه باستمرار في ظل الحرص على تحقيق النجاح تلو النجاح.
وأوضح الدكتور المسلم أن أيام الشارقة التراثية تساهم في تعريف الجيل الجديد بماضي الآباء والأجداد، ومن خلال الفعاليات والأركان المتنوعة في الأيام يستطيع الزائر التعرف على حقيقة الماضي والتراث الأصيل، وطبيعة الحياة في تلك المرحلة، كما أنها بما تقدمه من فنون ورقصات شعبية تساهم في إدخال البهجة والفرح والسرور إلى كل من يتابع ويشاهد ويستمع لتلك الأنماط الفنية الجميلة، وفي الوقت نفسه تعرِّف الجيل الجديد على الفنون الشعبية والفلكلور الشعبي الجميل المليء بالموسيقى العذبة واللحن الجميل والكلمات المعبرة.