الدمام - عبير الزهراني:
كشف مستشار زراعي عن مجموعة أسباب ساهمت في تدني تسويق التمور عالميا يأتي في مقدمتها غياب المعلومة عن العرض والطلب في الاسواق العالمية وانتشار الأصناف الرديئة تسويقيا وقلة التعريف بالتمور وقيمتها الغذائية في الأسواق الدولية بالإضافة إلى غياب المواصفات التسويقية لأغلب الأصناف ما عدا عدد قليل ومنها (المجهول ودقلة نور وبرحي) واهتمام أغلب المنتجين بالكمية بدل الجودة، مما يؤثر سلبا على جودة المنتج، وكذلك من الأسباب الاعتماد على الممارسات الزراعية التقليدية لإنتاج التمور ومناولات ما قبل الحصاد وعمليات الحصاد وما بعده التي يتَبِعُها معظم المزارعين والتي تتفاقم بسوء إدارة المزرعة.
وقال الدكتور خالد بن محمد الفهيد لـ»الجزيرة» ان الممارسات التقليدية غير الفاعلة في دورات الإنتاج للتمور من زراعة، وري، وتسميد، وتقليم، وتلقيح، وحصاد، ومكافحة الأمراض، تؤدي إلى إنتاجية تمور متدنية وبالتالي عائدات منخفضة. بالاضافة الى نقص الفنيين والعاملين المؤهلين ذوي الكفاءات والخبرة في جميع مجالات زراعة التمور بما فيها الإنتاج، مكافحة الأمراض، الحصاد، التعبئة، التخزين والتسويق.
واضاف: المملكة تهتم بالنخيل والتمور من نواحي اقتصادية متعددة وتعمل على دعم وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال للمساهمة في تحقيق اهداف رؤية2030 ويقدر عدد اشجار النخيل في المملكة بـ28 مليون وبلغت عائداتها السنوية 6 مليار ريال، لتشكل 16% من قيمة الإنتاج الزراعي المحلي، وتابع: يمثل إنتاج المملكة من التمور 17% من الإنتاج العالمي، وتبلغ الكميات المصدرة منها حوالي90 الف طن بنسبة 7% ويتم تصنيع 276 الف طن بنسبة تصل 23% ممكن الاستفادة منها في بعض الصناعات المحلية وبالنسبة لـ70% من إنتاج التمور يكون أسيرا للاجتهادات الشخصية وحسب الطلب والعرض بالسوق المحلية. ويقدر الاستهلاك المحلي تقريبا بثلث الكمية المنتجة.
واضاف : هنالك أكثر من 3 من أصناف التمور على المستوى العالمي، إلا أن معظمها ذو إنتاجية متدنية ونوعية رديئة؛ وهنالك فقط أقل من 50 صنف يمكن اعتبارها ذات نوعية جيدة وذات قيمة تجارية. ويوجد حوالي 400 صنف تنتشر في مختلف مناطق المملكة منها حوالي 50 صنفا من الاصناف القابلة للتسويق. ورغم الجهود التي تقوم بها الجهات الرسمية في المملكة الا انه وللأسف لازالت أسعار التمور السعودية أقل من المأمول.
ومضى الفهيد: يتباين سعر الوحدة بالطن للتمور المصدرة للدول حسب القيمة المضافة وجودة التمور المصدرة وأساليب التسويق ورغم المعوقات فإنه مع الجهود التي تقوم بها تلك الجهات والاهتمام الكبير الذي أصبحت تحظى به الأغذية السليمة في الدول المتقدمة ومميزات التمور السعودية فإن هناك امكانيات جادة لتسويقها في الأسواق العالمية. وما يدعم ذلك هو تنوع التمور الجيدة التي لها مواصفات تجعلها قابلة للتسويق الدولي إذا ما تم توفير الشروط اللازمة لذلك وتم الاخذ في الاعتبار اعتماد الدول الأوروبية مواصفات متشددة في هذا المجال وفي نفس الوقت مردودية التسويق فيها مرتفعة في حين أن دول شرق آسيا أقل تشددا إلا أن مردودية التسويق فيها ضعيفة جدا. ولهذا وجب اعتماد استراتيجية وتقنيات زراعية تتوخى الاستجابة لمواصفات السوق المستهدفة.
وتسويق التمور يلزم القيام بدراسة للأسواق المستهدفة لنضع المعلومة أمام راغبي التصدير للأسواق العالمية. كما يجب اعتماد برنامج لتطوير الفنيين والعمال على استخدام الممارسات الجيدة لزراعة النخيل واعتماد الأساليب الحديثة في سلسلة الإنتاج لضمان انتاج التمور حسب المعايير المستهدفة. وطالب الفهيد بضرورة زراعة الأصناف ذات الجودة التي يرغب فيها السوق المستهدف بدل التوسع في الأصناف غير المرغوب فيها والأخذ في الاعتبار أن الأصناف المرغوبة محليا ليست بالضرورة قابلة للتسويق دوليا. بالإضافة إلى ضرورة تنظيم حملات اعلانية من خلال المشاركة في المعارض الدولية وغيرها من وسائل الاعلام للتعريف بأصناف التمور المحلية، خاصة تلك التي لها قابلية للتسويق الدولي.