صيغة الشمري
مهما تحدثنا عن أهمية الإعلام ودوره في تنمية المجتمع وتصحيح مسارات جميع الجهات وحماية الأخلاق والحقوق ومناصرة الحق ودعم العدل ومواجهة الظلم بكل قوة في انكار للذات، وبعيداً عن البحث عن الأمجاد الشخصية والشهرة المزيفة والحفاظ على مكتسبات الوطن وحمل الرسالة السامية التي هي لب وجوهر مهنة كل إعلامي، ولاشك بأن هناك قلة من الإعلاميين يحيدون عن هذا الخط كشواذ القاعدة الذين لا يحسبون على مهنة الإعلام والمنتمين لها، ولكن هذا لا يبرر في أي حال من الأحوال تجاهل ما ينشره الإعلام من قبل الجهات الحكومية والخاصة على حد سواء، لأن الإعلام هو عين السلطة بل هو سلطة رابعة وتجاهل ما ينشره من موضوعات وملاحظات يكاد يكون الاعتراف بالتقصير وضعف كبير في إدارة الاتصال المؤسسي في تلك المنشأة، فقبل أيام أظهرت إحدى القنوات مشكلة مواطن تنازل عن أرضه لجهة حكومية مقابل تعويضه بأرض غيرها، ومضت سنوات طويلة لم يتم تعويضه وذهب وقته في مراجعات لا فائدة منها، وما إن انتهت الفقرة إذ تم التواصل مع البرنامج عن طريق مكتب أمير القصيم الذي يثبت يوماً بعد الآخر بأنه قائد حضاري يقود منطقة القصيم نحو أن تصبح منافسة ومتفوقة ومتحضرة في كل المجالات، في اتجاه آخر تجد الكثير من الجهات تتجاهل بل لا تتابع ما تنشره عنها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حتى تجد الماء وقد تسرب من تحت أسوارها وتجد نفسها بعد فوات الأوان غير قادرة على معالجة الأخطاء وكسب الثقة مرة أخرى، كما أن أهمية التفاعل مع الإعلام لا تصوغ لقائد المنشأة أن يستخدم حساباته الخاصة في خلط أوراق العمل وتدمير الخطة الإعلامية لمدير الاتصال المؤسسي في منشأته، أكبر أخطاء من يديرون المنشآت؛ سواء الحكومية أو الخاصة هو اعتقادهم بأنهم يفهمون الإعلام ويملكون الحق في الرد دون بحث ودراسة مع الشخص المسؤول عن الإعلام قبل الرد، سرعة التفاعل مع وسائل الإعلام ضرورة قصوى ومهمة لتحسين صورة المنشأة وسمعتها ولا بد من مواجهة كل ما ينشر بكل مصداقية وجرأة لأن التهرب والتواري عن الإعلام هو مؤشر فشل ووجود أخطاء مسكوت عنها!