قامت جمعية المتقاعدين برحلة إلى منطقة جيزان وكنت محظوظاً إذ كنت أحد أفرادها والحقيقة أن كل من قدر له أن يتعامل مع المواطنين الذين ينتمون إلى تلك المنطقة بأخلاقهم وذكائهم وولائهم لدولتهم، يتمنى أن يرى مراتع صباهم وقد انطلقت الرحلة من الرياض وبعد ساعتين أو تقل قليلاً حطت الطائرة في مطار جازان وكانت الرحلة كمجموعة بقيادة المهندس إبراهيم العبدالعزيز الحسن مدير فرع الجمعية بالرياض ذلك الرجل الحبيب الذي يبادلك الود والمحبة مهما كان عمر معرفتك به ومساعده الذي لا يقل عنه أدباً ومحبة للجميع وعند مغادرتنا للطائرة وجدنا عددًا من إخواننا في جيزان يقابلوننا بالود والمحبة حيث بدأ كرمهم يتدفق متجاوزاً الحدود الرسمية إلى الشخصية حيث كانوا حريصين على تحقيق مطلب كل فرد من أفراد الرحلة وكانت الرحلة تتكون من عدد كبير من الرجال ومثله تقريباً عدد من النساء مع مراعاة الخصوصية للنساء حيث إنهن مستقلات في تنقلاتهن ومضيفاتهن والمرشدات.
ثم بدأ البرنامج بزيارة معالم جيزان: التعليم والبلدية والشواطئ حيث وجدنا بلداً يماثل في تضاريسه قارة من السواحل الجميلة النظيفة إلى الأراضي الصحراوية الجميلة إلى الجبال الشاهقة التي تنافس مرتفعات آسيا ارتفاعاً والتي تثبت قدرة الإنسان على قهر المستحيل حيث سكن في الأعالي والمطلات، وشملت الجولات معظم مرافق الدولة حيث وجدنا نشاطا عظيماً ورغبة في تحقيق رغبة الدولة في إسعاد المواطن في مقره ثم جاء موعد السفر إلى فرسان حيث شاهدنا أشياء تبهر الناظرين وأولها ذلك الفلك الذي يمثل مدينة بصالته الكبيرة التي تتسع لألف راكب في الدور الأول ومواقف للسيارات في دوره الأرضي حيث ينقل المواطنون مجاناً إلى فرسان بسياراتهم مستلزماتهم وقد ركبنا معهم وشاهدنا البشر في وجوههم وثناءهم على دولتهم بهذه الإنجازات، وبعد الوصول والاستقبال الحار من المسؤولين ذهبنا إلى فرسان القديمة حيث العم علي جالسًا على بابها يتحدث عن ماضيها وحاضرها بأسلوب محبب ينم عن ثقافة عظيمة وروى أشعاراً قالها في معشوقته فرسان ثم توجهنا حيث يقيم أديب جازان ومؤرخها الأستاذ إبراهيم مفتاح في منزله حيث سرد لنا معلومات مهمة عن جيزان وفرسان وتاريخها وسكانها. وفي اليوم الثاني عدنا إلى جازان حيث تشرفنا بمقابلة أميرها الذي أكثر المواطنون من الثناء عليه وفعلاً وجدنا الرجل مثل ما قالوا وأكثر حيث تحدث لنا عن جيزان حديث العارف والمتابع ثم ذهبنا في رحلة إلى فيفا وجبالها الشاهقة ومطلاتها العالية وشاهدنا الشيء الكثير مما حباهم الله به من طبيعة ثم زرنا صبيا وقابلنا مدير تعليمها ومسؤولي التعليم حيث سعدنا بهم وثقافتهم وعلمهم ومحبتهم لدولتهم وبلدهم ثم مررنا بالأسواق الشعبية الكثيرة.
حفظ الله جيزان وأهلها وبلادنا عمومًا وإلى رحلة قادمة.