«الجزيرة» - المحليات:
استضاف المؤتمر السنوي للمجلس العالمي للسفر والسياحة الذي عقد الأربعاء الماضي في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، بالتزامن مع الدورة الثامنة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وخصص المؤتمر جلسة للأمير سلطان بن سلمان حاوره فيها السيد لاري كينت رئيس عدة شركات استثمارية كبرى، وإعلامي متخصص في شؤون الاستثمار.
وقد أكد سمو رئيس الهيئة في حديثه أن المملكة العربية السعودية قادمة بقوة لتكون من أهم الدول الجاذبة للسياحة في المنطقة، بحكم موقعها الجغرافي ومقوماتها السياحية والتاريخية الفريدة وشعبها المضياف وهي مؤهلة للريادة في المجال السياحي. ونوه إلى إقبال المستثمرين الدوليين على قطاع السياحة في المملكة بعد أن هيأته الدولة من خلال برامجها وسياساتها الجديدة التي تبنى على النجاحات السابقة والقوة الاقتصادية والنظامية المكتسبة عبر السنين، ومنها ما قدمته الهيئة في مجالات السياحة منذ إنشائها وأسهم في إيجاد البيئة المحفزة للاستثمار، ووضعت من خلال الاستراتيجية الوطنية التي أقرتها الدولة عام 2005 مرتكزات العمل، وأوصت بالأدوار التي تسهم في تمكين الدولة للسياحة من ممارسة أدوارها، وهو ما تحقق الآن، حيث أنشأت الدولة هيئات متخصصة وصندوقا للاستثمارات تعمل مع الهيئة لتنفيذ مشروع تنمية السياحة الوطنية والعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي عملت الهيئة على وضع مساره منذ تأسيسها.
وأكد سموه أن أبرز اهتماماته واهتمامات الهيئة هو العمل بالشراكة، حيث «لا نؤمن بالعمل منفردين، والشراكة والعمل مع الجميع هي أهم ما نعتز به، نحن لا نؤمن بالعمل المنفرد أو أن نأخذ الفضل وحده ونترك شريكنا وراءنا». بالإضافة إلى التركيز على خلق فرص العمل، فقد كانت أرقام وظائف السياحة منخفضة في عام 2005. واليوم نعتز بأن أحد أكثر نقاط التميز في التجربة السياحية في المملكة أن الزائر من داخلها أو من الخارج يتعامل مع المواطنين منذ لحظة وصوله للمطار وفي الفنادق وجميع المرافق في المملكة العربية السعودية تجد السعوديين من الشباب والنساء يعملون في الخدمات والاستقبال والمطبخ يعملون ويحبون العمل الذي يقومون به، والهيئة تقوم بتدريبهم وتقديم البرامج التأهيلية والتحفيزية لهم.
وأضاف: «جهود الهيئة وشركائها في مجال توطين المهن السياحية أثمرت في زيادة عدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة من 936 ألف وظيفة في 2016 إلى 993 ألف وظيفة بنهاية عام 2017م مع توقعات بزيادة عدد الفرص الوظيفية إلى 1.2 مليون وظيفة بحلول العام 2020 م». وتابع سموه: «عندما بدأنا في الهيئة لم تكن السياحة موجودة كقطاع منظم وكان هناك قصور في النظرة للسياحة، ولذا بدأنا من الصفر وبادرنا بإعداد استراتيجية وطنية للتنمية السياحية أقرتها الدولة عام 2005 تضمنت العديد من المشاريع التي تبنتها الدولة في العامين الأخيرين بعد أن وجدتها برامج ومشاريع جاهزة للتنفيذ، وركزنا في الاستراتيجية على الشراكة بشكل عام والشراكة مع القطاع الخاص، وتبنينا منهجا أسميناه «القيادة ثم الانحسار» أي قيادة مشاريع وبرامج وأعمال وتنظيمها ثم تسليمها جاهزة للشركاء، والدولة الآن ركزت على الاستثمار في القطاع السياحي، ونحن نعمل مع صندوق الاستثمارات العامة لإطلاق شركة الاستثمار والتنمية السياحية وعدد من الوجهات السياحية الجديدة ، ونسعد بتأسيس هيئات جديدة تتولى بعض المهام التي أطلقتها الهيئة أو لفتت النظر لأهميتها وجاء الوقت لتستلم هذه الهيئات الأمور التنفيذية، وكان لجهود الهيئة في تنظيم صناعة السياحة الوطنية دور كبير في تسهيل مواكبة الهيئة لبرنامج التحول الوطني 2020 الذي بدأته المملكة ، وما يحتويه من مشاريع وبرامج تساهم بشكل كبير في دعم صناعة السياحة الوطنية».
وأكد سموه أن المملكة قادمة بقوة نحو الريادة في صناعة المعارض والمؤتمرات في المنطقة بعد أن استكملت الهيئة مرحلة البناء خلال السنوات الخمس الماضية من خلال البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
ونوه سموه إلى ما تشهده السياحة في المملكة من تطور في قطاعات السياحة والتراث الوطني، مشيرا إلى أن إسهامات السياحة في الناتج الوطني العام بلغت 3.6 % ، وهو ما يصل إلى 4.9 % من الناتج الوطني غير النفطي.، وبلغت عوائد النشاط السياحي 97.5 مليار ريال، وتجاوزت الوظائف المباشرة في قطاع السياحة 994ألف وظيفة، بلغت نسبة المواطنين الذين يعملون بها حالياً نحو 28 %.
واعتمدت الدولة لبرنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي قدمته الهيئة منذ أربعة أعوام وجرى تمويله ضمن برامج التحول الوطني 1و 2 بما يقارب الـ5 مليارات ريال، ويتضمن إنشاء 18متحفاً في مناطق المملكة أنجزت المجموعة الأولى من مراحل إنشاءاتها وشرعت في تجهيزها وبعضها الآخر تمت ترسية مرحلة الإنشاءات، كما يشمل تهيئة 80 موقعاً تراثياً وفتحها للزوار على امتداد مناطق المملكة، وإعادة ترميم 18 قرية وبلدة تراثية وتهيئتها لاستقبال الزوار، واحتضان أنشطة اقتصادية وضيافة بالطابع المحلي يعمل بها أبناء المنطقة ويمارسون من خلالها الأعمال في المنشآت الصغيرة أو المتوسطة التي يمتلكونها، إضافة إلى افتتاح 17مركزاً للحرفيين تكون بمثابة الحاضنة لتطوير أعمالهم، والمعامل لإنتاجهم، ومنافذ للبيع. وذكر سموه أنه بعد أن أنجزت الهيئة تسجيل المواقع الأربعة الأولى في قائمة التراث العالمي (مدائن صالح بالعلا، حي الطريف بالدرعية، جدة التاريخية، النقوش الصخرية في جبة والشويمس بحائل) تعمل الهيئة مع شركائها لاستكمال ملفات تسجيل 6 مواقع إضافية، كما يتم تأهيل 20 موقعا مهماً من مواقع التاريخ الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة وتهيئتها للزيارة والتعلم ومعايشة القصص الحقيقية للسيرة النبوية المبنية على التوثيق الشرعي والتاريخي الصحيح. وفي إجابة لسموه عن دلالات الجائزة التي حصل عليها الأمير سلطان بن سلمان من منظمة السياحة العالمية بصفته قائدًا عالميًا متميزًا في مجال السفر، قال سموه: «الجائزة التي استلمتها من منظمة السياحة العالمية العام الماضي كانت لكل الشركاء والعاملين في الهيئة بل جميع المواطنين الذين قبلت الجائزة نيابة عنهم جميعا، وكما ذكرت في مناسبات سابقة الجائزة كانت للبلد الذي أعمل فيه وللأشخاص والشركاء الذين أعمل معهم، ولا يمكن لأحد أن يعمل بمفرده أن ينجز» وفي رد على المحاور عن كتاب سموه (الخيال الممكن)، قال سموه: الكتاب من ضمن كتب شاركت في تأليفها وهو عن تجربة الهيئة وليس تجربتي الشخصية وستتم ترجمته من خلال منظمة السياحة العالمية إلى اللغات الرئيسية العالمية، كما أن هناك كتابا آخر عن التراث وأقوم بكتابة تلك الكتب بنفسي، وأقضي الكثير من الوقت في ذلك.
وفي ختام حديثه للحضور قال سموه: «عندما تأتي إلى المملكة العربية السعودية، فالشيء الذي سوف يثير إعجابك حقا هو السعوديون أنفسهم، سترى السعوديين في كل مكان، سوف يقوم السعوديون بخدمتكم في الفنادق، ويرحبون بكم في الجمارك وسيكون المرشدون السعوديون في كل مكان، إنها بلد مليء بالشباب الشغوف للعمل والمبرمج جينيا ليكون مرحباً مبتكراً. وأعتقد أنكم، ستخرجون بتجربة مدهشة ستعيدكم للسعودية مرارًا وتكرارًا. لذا دعونا نرحب بكم، قريبا بإذن الله.