فهد بن جليد
ما ننتظره من البنوك وشركات تقسيط السيارات ومن في حكمها من جهات التمويل (تفاعل إيجابي) وفهم لمُستجدات ظروف عملائها خلال (الشهرين المُقبلين)، لتضطلع بجزء من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المُقترضين، وإعادة فهم مواعيد دخلهم الشهري الجديد والتزامهم الديني في هذا الموسم الذي يحل علينا للمرة الأولى هذا العام دون راتب مُعتاد في بدايته، وقبل أيام من دخوله (راتب شعبان سابقاً)، والذي كان يُخصص جزء كبير منه لتلبية مُتطلبات استقبال شهر رمضان المُبارك, وراتب آخر مع دخول العشر الأواخر منه (راتب رمضان سابقاً)، والذي كان يفي بالتزامات عيد الفطر السعيد، أمَّا اليوم فسيحصل المُقترضون على راتب شهر إبريل قبل 18 يوماً من دخول الشهر الكريم، وراتب شهر مايو الذي يتوقع نزوله مع بداية العشر الوسطى من رمضان وقبل فترة طويلة من العيد, وبكل تأكيد لا يملك الجميع قدرة كاملة ورؤية كافية، واستعدادا صحيحا لإدارة ميزانياتهم الأسرية وفقاً لهذه المُستجدات (في تجربتها الأولى وعامها الأول)، مما يُحتِّم على هذه الجهات القيام بدور ما، وهي الجهات المصرفية والمالية والتمويلية التي تستطيع المُساهمة في التخفيف من (أعباء الناس).
شهر رمضان يحل علينا هذا العام وسط ظروف والتزامات مالية خانقة ومُختلفة عن الأعوام الماضية، تُثقل كاهل رب الأسرة العادي ذي الدخل الشهري المحدود ومن ينتظر معاشه آخر كل شهر للوفاء بالتزاماته المُعتادة (أقساط، فواتير كهرباء وماء وهاتف، إيجار شهري، مواد غذائية اعتادت عليها البيوت السعودية في كل رمضان، انتهاء الاختبارات وبدء الإجازة الصيفية وما يصاحبها من هدايا نجاح للطلاب والطالبات، عمرة رمضان عند البعض، زكاة المال التي يخرجها الناس عادة في هذا الشهر، زكاة الفطر، الترتيب لاستقبال عيد الفطر السعيد والتزاماته... إلخ)، هي تجربة كما قلنا جديدة, والعام الأول يحتاج معه المُقترضون وقفة من قبل هذه الجهات، حتى يكونوا أكثر استعداداً وتكيفاً في الأعوام المُقبلة.
لم أجد (بنكاً واحداً) استشعر ظروف الناس في هذه المرحلة، وطرح برنامجاً توعوياً للمُساهمة في ترشيد النفقات، أو فتح أبواب فروعه لاستقبال العملاء والمُقترضين ودراسة أوضاعهم والتزاماتهم المادية، ووضع خططاً وميزانيات لهم بتقديم الخيارات والاستشارات المُناسبة مجاناً، خلاف ما ألزمتهم به سابقاً مؤسسة النقد من إعادة جدولة القروض وفق مُتغيرات تواريخ إيداع الرواتب بالأشهر الميلادية، فما نبحث عنه هو شيء آخر مُختلف، أتمنى أن تُبادر إليه مجالس البنوك - من تلقاء نفسها - فنحن مُجتمع سعودي واحد مُتماسك، نشعر ببعضنا البعض، ونتعاون لكل ما فيه خير وطننا وإنسان هذه البلاد المُباركة، ولو بتقديم النصيحة والاستشارة حتى لا تزداد أعداد المُتعثرين عن السداد، فضلاً عن المرونة بتأجيل قسط شهر واحد لمن لا يستطيع مواجهة هذه الظروف مُجتمعة.
وعلى دروب الخير نلتقي.