د. خيرية السقاف
إلى أين تأخذ الريح بخشاش الأرض؟
إلى أين يذهب الخريف ببقايا سطوته على خضرة الشجر؟
إلى أي ملتجأ تؤوب الأوراق في شتاتها، أو يقايا البشر بعد نفضها؟
إلى أين يمضي ريش العصافير النافقة بين فكي حيوان ضال مشرد؟..
وإلى أين المنتهى لجلود النافق من الدواب، والطائر، والسابح، والزاحف؟
إلى أين يأخذ البركان بطميه الناري، وقذائف حممه الغاضبة؟
أو يرسل البحر بما يلفظه في مده الوديع، أو هيجانه المريع؟
أين ملاذ الحصى، ورماد الجمر، وحطب الراحلين؟ وآثار العابرين؟
أو الإنسان. إلى أين ينتهي ببقاياه، وشظاياه، ومنثوراته، ونفاياته، وركامه؟
و أين يخبئ جذور نباته الوارف، وأوتاد خيماته القائمة؟ وقواعد بنيانه المتعالي؟
أين تذهب المطر؟
والدموع، والدماء، والحجر؟
أين ينتهي الإنسان بيده التي تبطش؟
وبلسانه الذي يتكلم؟
وبعينيه اللتين تُريانه؟
وبأذنيه اللتين تُسمِعانه؟
بل بقلبه الذي يدق؟
وبعقله الذي يفكر؟
وبقوامه الذي يتباهى؟؟؟...........!!
إنه التراب..
وإنها الأرض..
حيث كل النهايات!!......